في حادث يعكس التوتر السائد المرتبط باعتداءات باريس والمعلومات عن مشاركة لاجئَيْن سوريين على الأقل قدما من اليونان فيها، مُنِع ماهر خليل وأنس عياد، الأميركيان من أصل فلسطيني، بسبب تبادلهما النقاش باللغة العربية، من الصعود إلى طائرة تابعة لشركة طيران «ساوثويست إرلاينز» كانت في صدد تنفيذ رحلة بين شيكاغو وفيلادلفيا. وأبلغ موظف في الشركة الرجلين معتذراً، أنهما لا يمكن أن يستقلا الطائرة لأن مسافراً آخر يشعر بالخوف من تحدثهما العربية. واستجوبت أجهزة أمن مطار شيكاغو ميدواي (وسط شمال) والشرطة الصديقين قبل أن تسمح لهما بالصعود إلى الطائرة. وروى ماهر خليل لشبكة «أن بي سي 5 - شيكاغو»، أن ركاباً داخل الطائرة طالبوه بفتح علبة بيضاء كان يحملها. وقال ساخراً: «عندها تقاسمت البقلاوة التي كانت في داخلها معهم». وشهدت الرحلات الجوية الداخلية في الولاياتالمتحدة حوادث أخرى هذا الأسبوع، بسبب ركاب يتحدرون من الشرق الأوسط. واضطرت شركة الطيران ذاتها إلى إنزال ستة مسافرين من طائرة قبل إقلاعها من شيكاغو أيضاً إلى هيوستن، ونقلهم على متن رحلة أخرى. كلمة «قنبلة» وفي فلوريدا (جنوب شرق)، اضطرت طائرة تابعة لشركة طيران «سبيريت إرلاينز» متوجهة إلى مينيابوليس (وسط شمال)، إلى العودة أدراجها والهبوط في فورت لودرديل بعدما أكد راكب أنه سمع كلمة «قنبلة» في حديث بين مسافرين. وواجهت هذه الشركة حادثاً آخر في بالتيمور الثلثاء الماضي، حين دعي جميع ركاب رحلة متوجهة إلى شيكاغو للنزول من الطائرة لأن أشخاصاً وجدوا سلوك ثلاثة رجال وامرأة كانوا يشاهدون تسجيلات فيديو على هاتف خليوي، مريباً. واكتشف رجال الأمن لاحقاً أن هؤلاء كانوا يشاهدون نشرة أخبار. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما جدد خلال زيارة مركز في ماليزيا لاستقبال أطفال مهاجرين من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة في ميانمار، دعوته إلى مساعدة اللاجئين، فيما يرفض أكثر من 25 ولاية أميركية استقبال لاجئين سوريين بعد اعتداءات باريس. ويؤيد الحزب الجمهوري الذي يسيطر على الكونغرس هذا الموقف. وأيد البليونير الأميركي دونالد ترامب، الذي يتصدر استطلاعات رأي الانتخابات التمهيدية لهذا الحزب، وضع قاعدة بيانات خاصة بالمسلمين المتواجدين في الولاياتالمتحدة، وهو ما نددت به المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي كتبت على «تويتر»: «هذا كلام يثير الصدمة ويجب أن يدينه جميع من يسعون إلى قيادة هذا البلد». وانضم المرشح الجمهوري جيب بوش، الذي واجه إدانات لاقتراحه منح أولوية اللجوء في الولاياتالمتحدة للمسيحيين، إلى كلينتون في إدانتها ترامب، وقال إن على «الأميركيين ألا يتخلوا عن مبادئهم خلال محاربتهم الإرهاب». في كندا، أعلن وزير الهجرة جون مكالوم، أن الحكومة ستنشر الأسبوع المقبل تفاصيل تعهدها باستقبال 25 ألف لاجئ سوري في نهاية السنة. واندرج هذا الوعد ضمن الحملة الانتخابية لحكومة الحزب الليبرالي الجديدة، ولكن منذ اعتداءات باريس الأسبوع الفائت ثارت تساؤلات حول قدرة الحكومة على إحضار هذا العدد من اللاجئين إلى كندا بسرعة وسلام. تهريب لاجئين في هندوراس، أودع خمسة سوريين متهمين بحمل جوازات سفر مزورة، السجنَ في انتظار جلسة استماع تعقد بعد غد الثلثاء، بعدما كشفت رحلتهم الطويلة النقاب عن طريق جنوبي غير معروف على نطاق واسع لتهريب السوريين الفارين من الحرب في بلادهم. في رومانيا، شددت السلطات إجراءات عبور الحدود للمسافرين منها وإليها، ما أدى إلى اصطفاف مركبات في طابور طوله سبعة كيلومترات، وتأخر راغبي السفر إلى هنغاريا ساعات. وأوضح مسؤولون رومانيون أن الإجراءات تهدف إلى منع أي أفراد خطرين قادمين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط من استغلال سياسات الهجرة الأوروبية. وفي اليونان، استحدثت ثلاثة طوابير في ميناء موريا للتعرف إلى الهويات والتقاط صور لنقلها إلى عناصر الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتيكس) التي تحاول التدقيق في الهويات والجنسيات، وإعطاء بصمات أصابع اليدين وحفظ كل هذه المعلومات في قاعدة البيانات. وسمح ذلك بكشف دخول اثنين من مهاجمي استاد دو فرانس في ضاحية باريس إلى الاتحاد الأوروبي في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر). وفي السويد، أعلنت السلطات تراجع عدد المهاجرين الجدد الذين وصلوا إلى البلاد بنسبة 30 في المئة منذ إعادة فرض مراقبة الحدود. الى ذلك، كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن خطط لعقد مؤتمر قمة في آذار (مارس) المقبل، لإعادة توطين ملايين الفارين من سورية، مبدياً قلقه من «شبهات في غير محلها تتعلق بالمهاجرين واللاجئين، إذ يجب أن نحذر من التشويه والتفرقة في المعاملة الذي قد يصب في صالح الإرهابيين الذين يحاولون بث الفرقة والخوف. يجب أن نرد بألاّ نوصد الأبواب بل بفتح قلوبنا بوحدة وتسامح وتعددية وتعاطف».