أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن «لجان التخطيط والبناء» في القدسالمحتلة تعكف على إعداد مزيد من خطط البناء في الأحياء الاستيطانية في المدينة، وأن إحدى هذه اللجان شرعت قبل ثلاثة أسابيع في النظر من جديد في خطة بناء مثار خلاف في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية «يتوقع أن تثير غضب الفلسطينيين والمجتمع الدولي». وتابعت الصحيفة أن الخطة تقضي بإقامة 200 وحدة سكنية على مساحة 45 دونماً (الدونم يساوي ألف متر مربع) في قلب الحي المذكور، وأن تطبيقها يستدعي هدم 28 منزلاً فلسطينياً يسكن فيها مئات الفلسطينيين منذ العام 1948. وأضافت أن شركة إسرائيلية تقف وراء المشروع وأنها قدمت خطة البناء للجنة التخطيط والبناء بعد أن أوفت بشروط هذه اللجنة. وأشارت «هآرتس» إلى أنه في حال أقرت لجنة التخطيط خطة البناء الجديدة، فإن حي الشيخ جراح سيصبح أكبر مستوطنة يهودية في قلب الأحياء الفلسطينية في المدينةالمحتلة، مضيفة أن المستوطنين نجحوا إلى الآن في إخلاء ثلاث عائلات فلسطينية من الحي. وحذرت جمعية «عير عميم» اليسارية من أن إقرار البناء سيشعل التوتر والعنف في أحياء المدينة، فيما عقبت وزارة الداخلية بالقول إن لجنة التخطيط والبناء في القدس لم تعين بعد موعداً للبحث في خطة البناء المذكورة. على صلة، أفادت دراسة إسرائيلية جديدة نشرت أمس ان الاستثمار الإسرائيلي في المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية منذ احتلالها بلغ 17.5 بليون دولار، وأن نحو 80 في المئة من هذا المبلغ صرف على إقامة شقق سكنية. وأضافت الدراسة التي أعدها «مركز ماكرو للسياسة الاقتصادية» أن مستوطنات الضفة، بما فيها شق الشوارع والطرق المؤدية لها، أقيمت على مساحة 12 مليون متر مربع وتشمل أساساً نحو 56 ألف بيت خاص وشقة سكنية. إضافة إلى ذلك، توجد في المستوطنات 868 مؤسسة عامة، بينها 271 كنيساً، و96 مغطس ماء للتطهر، و321 منشأة رياضية، و344 روضة أطفال، و211 مدرسة، و68 مدرسة دينية يهودية، و21 مكتبة عامة، إضافة إلى 21 محطة وقود و187 مركزاً تجارياً و717 مبنى صناعياً، و15 قاعة احتفالات. وبحسب الدراسة، تم في السنوات بين 2004 و2008 بناء 6657 مبنى جديداً و4379 شقة سكنية جديدة في المستوطنات المختلفة، وأن غالبية هذا البناء تمت في المستوطنات التي تقع غرب الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين التي أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أول من أمس في واشنطن أنها ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في إطار التسوية الدائمة. وخلصت الدراسة إلى أن المستوطنين ينجذبون للسكن في المستوطنات لدوافع اقتصادية «إذ توفر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة شروطاً اقتصادية وسياسية مريحة لهذه المستوطنات». وأضافت أن سعر الشقق السكنية في المستوطنات هو الأدنى قياساً بأسعارها داخل «الخط الأخضر»، فضلاً عن أن سبل وصول المستوطنين إلى المدن الإسرائيلية الكبرى من أجل العمل أسهل بكثير من تلك التي تربط المستوطنات شرق الجدار بهذه المدن. وزاد أن المستوطنين يتفادون الانتقال للسكن في المستوطنات شرق الجدار ليقين غالبيتهم أن هذه المستوطنات سيتم تفكيكها في نهاية المطاف في إطار الحل الدائم. إلى ذلك، قال مدير مجلس المستوطنات نافتالي بينيت إن الاستيطان اليهودي في الضفة قد يتضاعف حجمه إلى ثلاثة أمثال ويصل إلى مليون شخص على رغم ضغوط غربية لوقف نمو الجيوب الاستيطانية في الأراضي المحتلة. وأضاف بينيت الذي تولى مهماته قبل أسابيع في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «من الممكن تخيل مليون يهودي يعيشون في يهودا والسامرة»، وهو الإسم التوراتي للضفة حيث يعيش 2.5 مليون فلسطيني. وتابع: «نفعل كل ما في وسعنا لفك التجميد»، في إشارة إلى الوقف الموقت للاستيطان في الضفة. وأكد أن «مواصلة هذا التجميد ستكون خطأ كبيراً... يمكن لليهود البناء في نيويورك وموسكو وباريس، إنما في أرضنا لا يمكننا البناء. هذا أمر جنوني». وكان بينيت (37 سنة) مساعداً كبيراً سابقاً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل انتخابات العام الماضي، وهو أول مدير لمجلس المستوطنات لا يعيش في أي من الجيوب التي بنتها إسرائيل على الأراضي المحتلة العام 1967. ويقول: «الرسالة التي نبعث بها للناس في إسرائيل» هي أنه لا يجب أن يكون هناك تفريق بين إسرائيل والأراضي التي احتلتها ويرى فيها المستوطنون حقاً توراتياً لهم. واتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بإثارة العنف من طريق الضغط على إسرائيل في ما يتعلق بقضية القدس. وأضاف: «يتكئ العرب إلى الخلف ويقولون حسناً، إذا كان أوباما يطالب بالتفاوض في شأن القدس فعلينا أن ننتهز هذا ونحوله إلى أزمة كبيرة. وهذا هو ما حدث».