أشعر بأن هناك أيدي خفية تحاول وتجاهد لإجهاض أي تقارب يحدث بين مصر والجزائر، فبعد أن اشتعلت المعركة ووصلت إلى أقصى مدى لها عادت الأمور تدريجياً إلى الهدوء، ووجدنا أصواتاً عاقلة من هنا وهناك ارتفعت لتهدئ من النفوس، وتعيد الأمور إلى طبيعتها وشعرنا جميعاً بأن المصالح باتت قريبة، وبخاصة بعد أن تكلم روراوة في اجتماعات اتحاد شمال أفريقيا، وأشاد بمصر وشعبها وأكد أنه لم يتقدم بأية شكوى للفيفا ضد مصر، وألمح إلى إمكان التراضي والتضامن بين الطرفين. وتوقعت أن تصدر مبادرة على الحجم نفسه من اتحاد الكرة المصري وقبلها زيارة من هنا وهناك لتنتهي تماماً هذه السحابة العارضة في العلاقات الرياضية بين مصر والجزائر وتعود العلاقات إلى سابق عهدها من حب وود، وبخاصة أن الفرق الجزائرية زارت مصر أكثر من مرة على المستويين الرسمي والأفريقي، وهو ما يتكرر الآن مع الفرق المصرية في الجزائر، اذ تشارك في بطولات للرماية وغيرها، ولكن وبكل أسف يخرج علينا بعض الوسطاء من السادة الإعلاميين ليعكروا صفو العلاقة ويسكبوا الزيت على النار، محذرين ومنبهين إلى ألاعيب روراوة. وكأن الرجل ارتكب جُرماً يحلو كلامه عن مصر والمصريين وكأنه مطلوب منه أن يهاجم الرجل دائماً كل ما هو مصري والعكس صحيح ولا أعرف بالضبط ما الذي يريده هؤلاء هل هو مزيد من التوتر في العلاقة، أم هي دعوة إلى الشغب في الملاعب خلال المباريات التي ستجمع البلدين في العديد من المسابقات، أم ماذا بالضبط؟ أراهن أنهم أنفسهم لا يعلمون ولكن كل ما يفعلونه هو زيادة هذا الخلاف بين البلدين على كل المستويات، وفي النهاية الخاسر الوحيد هم العرب أنفسهم، لأنه لا يوجد صلح دائم وود دائم، ولا يوجد أيضاً خلاف دائم لأن الحياة تحتمل دائماً وأبداً الرأي والرأي الآخر، فلا اتفاق للنهاية ولا خلاف أيضاً حتى النهاية، لذلك أدعو روراوة وسمير زاهر الى التمتع بالشجاعة الكافية وأن يلتقيا على مائدة عشاء من دون وسطاء أو شركاء فقط الوسيط أو الشريك هو الصالح العام، ثم يتكلمان ويتعانقان وفي النهاية يتصالحان صلحاً حقيقياً يستفيد منه الجميع وبخاصة العرب، ونذهب بعدها إلى جنوب أفريقيا لنشجع الممثل العربي الوحيد لكل الأمة العربية المنتخب الجزائري الشقيق، ونحتفل بصاحب الرقم القياسي الأفريقي منتخب مصر الوطني الفائز ببطولة أمم أفريقيا سبع مرات، منها ثلاث مرات متتالية في إنجاز يصعب تكراره، يا زاهر ويا روراوة ابعدا الوسطاء وانهيا الأزمة وتوحدا واقطعا الطريق على الحاقدين والشامتين أعداء العرب. [email protected]