وجه المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل الدعوة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للقاء الرئيس باراك اوباما في واشنطن الثلثاء، بعد ساعات قليلة على تجديد نتانياهو تمسكه بالإستيطان في القدس باعتباره «مثل البناء في تل ابيب»، وهو ما اعتبرته الرئاسة الفلسطينية «محاولة التفاف ... لا تساعد في العودة الى المفاوضات». وتأتي دعوة نتانياهو في وقت يخيم التوتر على الضفة الغربية حيث ارتفع عدد الشهداء برصاص الجيش الاسرائيلي الى اربعة خلال يومين، وهو ما اعتبرته السلطة «استفزازاً» و«رسالة ضد جهود السلام». في غضون ذلك، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي خلال زيارته لقطاع غزة، ان مواصلة الحصار الاسرائيلي «تفرض معاناة غير مقبولة» على المواطنين و«تضعف المعتدلين وتقوي المتطرفين». وخاطب سكان القطاع قائلا: «الاممالمتحدة ستقف الى جانبكم في هذه الظروف الصعبة». وكشف ان اسرائيل سمحت بدخول مواد بناء لاستكمال بناء 150 وحدة سكنية في مدينة خان يونس جنوب القطاع ومنشآت للصرف الصحي. وكان العشرات من ضحايا الحرب الاسرائيلية على غزة، خصوصا الاطفال، تظاهروا في استقبال بان، وطالبوه بالتحرك العاجل لرفع الحصار واعادة الاعمار والسماح بحرية الحركة، كما سلمه سكان عزبة عبد ربه التي تعرضت لأكبر ضرر في الحرب، رسالة بالمعنى نفسه. وفي اسرائيل، استبق نتانياهو وصول ميتشل وزيارته لواشنطن، بإعلان ان الموقف الذي سيبلغه لكبار المسؤولين الاميركيين خلال لقائه بهم اليوم وغدا على هامش مشاركته في مؤتمر «ايباك»، اكبر لوبي يهودي في الولاياتالمتحدة، هو ان «سياسة الحكومة الحالية هي السياسة ذاتها التي اتبعتها كل الحكومة منذ 42 عاما ولم تتغير ... البناء في القدس مثله مثل البناء في تل ابيب»، مضيفا انه اوضح خطياً لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه «في المفاوضات غير المباشرة، سيكون في وسع كل طرف ان يطرح مواقفه من المسائل التي تهمه (القضايا الجوهرية في الصراع)، لكن التوصل الى تفاهمات في شأنها لن يتم الا في المفاوضات المباشرة الجديدة». وبذلك يكون نتانياهو رفض عملياً اثنين من المطالب الاربعة التي وجهتها اليه كلينتون، اذ رفض الغاء المشروع الاستيطاني الذي اثار الأزمة، كما رفض الاعلان عن وقف الإستيطان في القدس. غير ان وسائل اعلام عبرية اكدت ان نتانياهو التزم في المقابل إقامة هيئة خاصة في مكتبه لمراقبة مناقصات البناء، وذكرت صحيفة «هآرتس» ان وزير الداخلية ايلي يشاي قرر «ابطاء» اجراءات البناء في المشروع الاستيطاني الاخير الى ما بعد ايلول (سبتمبر) المقبل، وهو موعد انتهاء فترة تعليق الاستيطان في الضفة. في الوقت نفسه، اكدت وسائل الاعلام العبرية ان نتانياهو قدم ضمانات خطية لكلينتون في شأن المطلبيْن الآخرين، وهما القيام ببادرات طيبة تجاه الفلسطينيين، مثل الافراج عن اسرى من حركة «فتح» وازالة حواجز عسكرية في الضفة الغربية ونقل مناطق اخرى في الضفة الى السلطة، والتزام تخفيف الحصار عن غزة من خلال السماح بإدخال مواد بناء. ورغم تصريحات نتانياهو عن مواصلة الاستيطان، افاد مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية ان ميتشل وجه الى نتانياهو في مستهل لقائهما امس في القدس، دعوة للقاء الرئيس الاميركي الثلثاء في واشنطن، ما اثار تساؤلات عن مآل الازمة، وان كان هذا اللقاء سيشكل نهاية لها، خصوصاً في ضوء تأكيد وزير الخارجية الاسرائيلي السابق شلومو بن عامي للاذاعة العسكرية الاسرائيلية امس ان الادارة الاميركية على وشك طرح خطة سياسية احادية الجانب تفرض تسوية سياسية على الاسرائيليين والفلسطينيين. ومن المقرر أن ينتقل ميتشل إلى عمان اليوم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتلقى العلاج في العاصمة الأردنية. وفي لندن، ذكرت صحيفة «صانداي تايمز» ان نتانياهو سيحاول اقناع الادارة الاميركية بأن تبيع لاسرائيل قنابل ذكية قادرة على اختراق الإستحكامات تحت الارض ويمكن استخدامها في هجوم على المنشآت النووية الايرانية.