أجمع وزراء التربية والتعليم العرب في اجتماعهم الأخير في العاصمة العمانية مسقط، على أهمية أن يكون المحتوى الرقمي لمناهج التعليم الثانوي باللغة العربية، والتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باعتبارها بيت الخبرة، والاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في تطوير التعليم عامة والثانوي بصفة خاصة. وأنهى الوزراء العرب جلسات نقاش بحثت في آلية تطوير التعليم لما بعد المرحلة الثانوية بحضور كبير لمنظمات وهيئات معنية بالتعلم والتقنية، موصين بجملة نقاط تنتظر التفعيل من جانب هيئة تنفيذية. ومن أبرز التوصيات دعوة الدول العربية إلى تنفيذ مجال التعليم ما بعد الأساسي (الثانوي) الوارد في خطة تطوير التعليم في الوطن العربي بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، ووضع خطط وطنية لتحسين نسب الالتحاق بالتعليم الثانوي وفقاً لظروف كل دولة، سعياً إلى الاقتراب من المؤشرات المحددة في خطة تطوير التعليم في الوطن العربي، وتنويع مسارات التعليم بما يراعي تباين مستويات الطلاب واختلاف قدراتهم ومهاراتهم وميولهم. وطالبت التوصيات بوضع آليات تسهل الانتقال بين المسارات، والتوجيه والإرشاد لمساعدة الطلاب على اختيار المسار المناسب لقدراتهم وميولهم، وتطوير مسار التعليم الفني والمهني في الوطن العربي وتعزيزه، وتوسيع آفاق التعليم العالي له، والتوظيف الفعال لتقنية المعلومات والاتصال في تطوير منظومة التعليم والعمل على إرساء صناعة عربية لتنقيات التعليم في خدمة الدول العربية. كذلك جاء في التوصيات ضرورة إحالة الإطار الارشادي لمعايير أداء المعلم من سياسات وبرامج إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لاتخاذ الإجراءات المناسبة لاعتماده بهدف الارتقاء بأوضاع المعلمين، ودعم المرصد العربي للتربية الذي أنشأته المنظمة في إطار تنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي. وطالب وزراء التعليم العرب المنظمة بالتركيز على المدرسة في عمليات تطوير التعليم الثانوي كي تستطيع المدرسة الاستجابة لمتطلبات المجتمع وتطلعاته، على أن تستمر المنظمة في بذل الجهود من أجل التكامل بين الدول العربية في مجال التربية والتعليم، وبالعناية بتوزيع ما ينشر من أدلة ومراجع ودراسات توزيعاً محكماً واسع النطاق من خلال المكتبات العامة والمواقع الإلكترونية لألكسو والمؤسسات التربوية العربية. ولم تغفل التوصيات المعلم والاهتمام به "بوصفه يمثل محوراً أساسياً في كل جهد لتطوير التعليم" مع الاستفادة من التجارب العالمية واعتبارها مجالات أساسية في عمل المنظمة وتنفيذ برامج خطة تطوير التعليم في الوطن العربي، مع ضرورة تضافر الجهود بين الدول العربية وألكسو والمجتمع المدني لتحسين نظرة مجتمعاتنا العربية نحو التعليم الفني والمهني، والتشديد على الاستفادة من استراتيجية الموهبة والإبداع في وضع البرامج والمشروعات الموجهة لهذه الفئة. ومن توصيات الوزراء العرب الموجهة إلى "ألكسو" بناء معايير للتعليم ما بعد الأساسي (الثانوي) تسمح بالتقريب بين الأنظمة التربوية في الوطن العربي والاستفادة من النماذج العالمية والعربية، ووضع دليل مرجعي لجودة مكونات هذه المرحلة التعليمية بمختلف مساراتها مع إعطاء عناية خاصة لمسار التعليم الفني والمهني، وتنسيق جهود الدول العربية في مجال إنتاج المحتويات الرقمية والبرمجيات التربوية، والعمل بالتعاون مع الدول العربية على إنشاء مركز عربي مختص في هذا المجال. ولم يغب سوق العمل وعلاقته بالتعليم عن النقاشات فتحدث وزير التربية والتعليم السعودي الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود عن أهمية إعطاء الطالب مجالات أكثر وتوظيف مقررات الدراسة في تأهيل الطالب لتكون لديه فرصة متاحة في سوق العمل. وركز وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم بدولة قطر سعد بن إبراهيم آل محمود على أن عملية التعليم تستدعي تطويراً مستمراً وإعادة النظر فيها وتطويرها بما يلبي الحاجات والمتغيرات السارية في العالم أجمع ويتطلب إعادة النظر في أساليب ونظم التعليم ومنهجية التعليم وتطويرها بما يتناسب مع هذه المتطلبات، والمعطيات بالنسبة الى وضع رؤية موحدة في القاعدة التعليمية. أما وزير التربية والتعليم في الأردن إبراهيم بدران فكان أكثر صراحة حينما قال ان التوصيات كانت جيدة ولكن الأهم هو كيف تقرأ الدول العربية هذه التوصيات وإلى أي مدى تأخذها على محمل الجد، وهو ما أكده أيضاً وزير التربية والتعليم اللبناني حسن منيمنة الذي شدد على أهمية المتابعة للقرارات المتخذة التي من دونها يفقد أي مؤتمر الجدوى الحقيقية منه ويصبح مجرد طلاسم.