أظهر التقرير السنوي الذي أصدرته "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، أن النظام الصحي في المملكة المتحدة يعد من أسوأ الأنظمة الصحية في البلدان المتقدمة، وعزا ذلك إلى خفض الإنفاق الحكومي على الصحة. وأوضح التقرير أنه على رغم سهولة الحصول على العناية الصحية في بريطانيا، إلا أن الخدمة تعد قاصرة في مجالات عدة، منها البدانة المستشرية في البلاد، عازياً ذلك إلى الانخفاض في الإنفاق الحكومي خلال السنوات الست الأخيرة. ولفت التقرير إلى أن بريطانيا تواجه نقصاً في الأيدي العاملة في المجال الصحي، مشيراً إلى أن البلاد تحتاج إلى 75 ألف دكتور وممرضة للحاق بركب الدول ال33 الأخرى التي غطاها التقرير. وصنف التقرير بريطانيا في المراكز المتأخرة، إلى جانب بولندا وتشيلي، في مجال النجاة من أمراض السرطان المختلفة، لتحتل المرتبة ال21 من أصل 23 في مجال النجاة من سرطان عنق الرحم، وال20 من أصل 23 في النجاة من سرطان الثدي والأمعاء، أما في مجال السكتات الدماغية، فحلت في المركز ال19 من أصل 31 دولة. ودعت المنظمة بريطانيا إلى التركيز على مكافحة البدانة التي تبلغ نسبتها في البلاد 25 في المئة مقارنة ب19 في المئة من الدول التي شملها التقرير، إلى جانب بذل جهود لخفض الاستهلاك المفرط للكحول الذي فاقت معدلاته فيها باقي الدول، إضافة إلى العمل على مكافحة التدخين. ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن الناطق باسم وزارة الصحة البريطانية قوله أن البلاد "تعمل على جعل الخدمة الصحية أحد أفضل الخدمات في العالم، لذا أنفقنا 10 بلايين جنيه استرليني لخطط الوزراة الصحية"، موضحاً أنه "على رغم وجود مجالات يمكننا التحسن فيها، إلا أن الوزارة اختارت الاستثمار في الخطوط الأمامية، من خلال إضافة 21 ألف و400 موظف صحي، و10 الآف و500 منهم يحملون شهادة الدكتوراه، فيما تمت إضافة سبعة آلاف و600 ممرضة منذ أيار (مايو) 2010". وأشار التقرير إلى أن هناك مساحة كبيرة للتقدم في مجال الخدمات الصحية للدول المتقدمة، لكن الجهود الحالية لتحسين هذه الأنظمة حقّقت نجاحاً ملحوظاً في عدد من الدول. ولفت التقرير إلى أن متوسط العمر المتوقع في الدول المشاركة في المنظمة، ارتفع إلى ثلاثة لأربعة أشهر كل عام، ليبلغ المتوسط المتوقع عند الولادة 80.5 في 2013، أي بارتفاع مقداره 10 سنوات، مقارنة بعام 1970. كما أن نسب الحالات التي تغلبت على أنواع مختلفة من مرض السرطان، ارتفعت في معظم الدول نتيجة التشخيص المبكر وتحسن الخدمات العلاجية. وقال التقرير أن المعدل النسبي للبقاء على قيد الحياة (المحدد بخمس سنوات) لدى مرضى سرطاني الثدي والقولون زاد من 55 في المئة في الفترة ما بين 1998 و2003 إلى 60 في المئة في الفترة ما بين 2008 إلى 2013. وأوضحت النتائج أن تحسن طرق علاج السكتات الدماغية والأمراض القلبية أدى إلى خفض نسب الوفيات في معظم الدول المشاركة في المنظمة، بواقع 30 في المئة للوفيات الناتجة من السكتات القلبية بين 2003 و2013، و20 في المئة للوفيات بالسكتات الدماغية. وتضم "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" 34 دولة متقدمة، وتهدف إلى منح الحكومات الأعضاء فيها فرصة تبادل التجارب والبحث عن إجابات للمشكلات المشتركة، لتحديد الممارسات الجيدة وتنسيق السياسات المحلية والدولية.