في عام 2007، نظم المجلس الثقافي البريطاني تظاهرة فنية أطلق عليها «مطبخ الموسيقى» هدفت إلى دعم الشراكة بين الموسيقيين المتحدرين من أصول مختلفة وتطوير مهاراتهم وعرض نتاجهم عالمياً من خلال عملهم في تأليف موسيقى جديدة والتدرب على عزفها بقيادة المنتج الموسيقي وعازف الغيتار البريطاني جاستين آدامز. المطبخ جمع 14 موسيقياً بارزاً من لبنان ومصر وسورية والأردن والمغرب وتونس والمملكة المتحدة، وقدّم حفلات عدة في الدول المذكورة بعد ورشة عمل في لندن اطلع فيها الموسيقيون على أبرز التقنيات الحديثة في عالم الموسيقى، وقدّموا حفلات في المملكة المتحدة، نالت رضى الجمهور واستحسان النقاد الفنيين. هذه المبادرة الغربية أنتجت فرقة موسيقية بأنماط مختلفة ولهجات عدة نظراً للتنوع الجغرافي للأعضاء، بيد أن العمر الطويل لم يكتب لها نظراً لصعوبة التواصل وغياب الدعم المالي. لا شك أن ما قدمته السفارة البريطانية كان لافتاً، ولكن لم تُكمل أي من حكومات البلدان المذكورة الطريق، وتساعد في ايجاد مكان للتدريب واحتضان الموسيقيين، عل هذا الفعل يكون بادرة للقاء عربي لطالما حلمنا به، وربما تجمع الموسيقى ما فرقته السياسة. وفى إطار الأحداث المحيطة من صراعات وسوء فهم للآخر المختلف وغياب ثقافة الحوار إضافة الى عدم وجود آليات تفاهم ونقاش فعاّل، عمدت مجموعة من الفنانين والموسيقيين الشبان من مختلف البلدان العربية إلى البحث ومحاولة إيجاد مساحة من الحوار والتفاهم عن طريق تبادل الخبرات الفنية والثقافية والأعمال الموسيقية المشتركة. يقول صاحب الفكرة ومنفذ المشروع المصري محمود الصغير: «أردنا أن نقدم مشروعاً يوحد صوت الشباب العربي ويجمع أحلامه وآراءه ويبرز هويته، ويدعم أعماله الفنية فأطلقنا على المشروع «الصوت العربي». يضم المشروع الموسيقي الفني مجموعة الشباب المستقلين من مختلف البلدان العربية ويسعى إلى إنتاج أغان موسيقية مصورة على طريقة الفيديو كليب للشبان ذوي الخلفيات المختلفة في محاولة لابراز الهوية العربية في شكل معاصر وإيجابي وفعّال. يوضح الصغير أن المشروع يتطلع الى إيجاد مساحة من الحوار والتفاهم والنقاش البنّاء وتبادل الخبرات الفنية والثقافية والانسانية والمعرفية عن طريق استخدام الموسيقى والغناء وغيرها من الفنون البصرية والسمعية لتقديم عمل فني غنائي يعبر بالصوت والصورة عن أفكار الشباب. ويسعى المشروع الى خلق لغة موَحدة بين الثقافات العربية من خلال عمل موسيقي يعتمد على فكرة المزج بين أنواع موسيقية مختلفة مع الحرص على الأصالة في كل نوع موسيقي من دون تشويه الأصول الموسيقية. اضافة الى إنتاج شكل موسيقي جديد يعبر عن الخبرات الفنية والرؤية الشخصية للفنانين مجتمعين، ليكون العمل مدخلاً لتوحيد الشعوب حول رؤية انسانية موّحدة يعبر عنها بالصوت والصورة. ويشير الصغير الى أن الفكرة تهدف الى ابراز مواهب وأفكار الفنانين والموسيقيين الشباب وتسهيل التواصل بينهم وبين الجمهور، وكسر القيود والجسور التي نتجت عن العصبيات الأيديولوجية والعرقية والدينية. ويستهدف المشروع الموسيقيين وصناع السينما والفنيين التقنيين والمغنين للمساهمة في تقديم جيل فني جديد للجمهور العربي. وبدأت لجنة متخصصة الاختيار من بين آلاف الطلبات المشاركة، بعدما أقفل باب التقديم الثلثاء الماضي، على أن تعلن أسماء الفائزين قريباً. ولكن ماذا بعد الاختيار وهل هناك استمرارية، وماذا سيكسبه الفائزون غير المهارة والخبرة، يجيب مدير المشروع: «سننتج اغنية مصورة لكل فائز، وسنبذل جهدنا لتحميل الأعمال الموسيقية رسالة يناقش فيها الفنانون قضاياهم المعاصرة بشكل إيجابي و فعّال، كما سنبث الأعمال الفنية على شبكة الأنترنت من خلال موقع وصفحات خاصة بالمشروع على «مايسبيس» و «فايسبوك» «ويوتيوب». ويضيف الصغير أن هناك برنامجاً أعدّه مختصون لتقديم الفائزين بأفضل طريقة الى الجمهور والعمل معهم على انتقاء الكلمات والالحان التي تناسب أعمارهم مع الابتعاد عن السخافة والابتذال. وستقام حفلات لافتتاح المشروع في عواصم البلدان الثمانية وهي: مصر ولبنان والأردن وسوريا وفلسطين والجزائر وتونس والمغرب.