اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيعمل على توفير شبكة الانترنت للايرانيين "بدون خوف من الرقابة" وانتقد طهران لانها عزلت نفسها, في تبدل طفيف في لهجة الخطاب الاميركي حيال طهران. وبعد عام من "البداية الجديدة" مع ايران, انتهز اوباما فرصة السنة الايرانيةالجديدة ليؤكد ان الباب يبقى مفتوحا للحوار لكنه توجه الى الشعب الايراني اكثر من القادة في طهران. وقال اوباما في فقرات من خطابه نشرها البيت الابيض "رغم استمرار وجود خلافات مع الحكومة الايرانية, نبقى على التزامنا بمستقبل افضل للشعب الايراني". وكرر اوباما الفكرة التي تطرح دائما في الوقت الراهن بان ايران فشلت في تنفيذ التزاماتها بشأن برنامجها النووي لذلك يجب محاسبتها من قبل القوى الكبرى التي تسعى الى فرض عقوبات اقسى عليها. وشهدت ايران العام المنصرم مبادرات انفتاح اميركية وقمع معارضين واعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد وتشديد الرقابة على الانترنت. وقال مسؤول اميركي في جلسة خاصة ان الرئيس اوباما ما زال حريصا على الا يقف في صف اي من الاطراف في النزاع السياسي الداخلي للقيادة الايرانية, معترفا في الوقت نفسه بان رسالته تعكس تغيرا طفيفا في خطاب واشنطن حيال طهران. وعرض اوباما مزيدا من البرامج التعليمية من شانها ان تتيح للشبان الايرانيين التوجه الى الولاياتالمتحدة للدراسة فيها. وشدد على اهمية الانترنت للحد من جهود حكومة طهران في قمع المعارضين وعلى دور اكبر للولايات المتحدة لضمان استمرار الاتصالات عبر الانترنت داخل ايران. ووعد اوباما بان تعمل الولاياتالمتحدة "على ضمان ان يتمكن الايرانيون من الحصول على الوسائل المعلوماتية وتقنية الانترنت التي ستجعلهم قادرين على الاتصال فيما بينهم ومع العالم بدون خوف من الرقابة". وكانت واشنطن قررت مطلع الشهر الجاري السماح بتصدير المعدات المرتبطة بالانترنت من اجل استخدام الشبكة والعمل عليها في ايران لضمان اتصال الايرانيين فيما بينهم لا تعرقله الحكومة. ويستخدم مؤيدو المعارضة في ايران مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفايسبوك ويوتيوب التي تملكها غوغل في جهودهم للاتصال فيما بينهم بعد النزاع على نتائج الانتخابات الرئاسية. وكانت وزارة الخارجية الاميركية قامت بخطوة غير اعتيادية خلال التظاهرات في حزيران/يونيو الماضي بطلبها من موقع تويتر ارجاء عملية صيانة لان مؤيدي المعارضة الايرانية يستخدمونه. وفي الفقرات التي نشرها البيت الابيض من خطابه, اشار اوباما الى عرضه الحوار مع ايران. وقال "خلال السنة الماضية اختارت الحكومة الايرانية ان تعزل نفسها واختارت التركيز بشك هدام على الماضي بدلا من الالتزام ببناء مستقبل افضل". واضاف "لكن عرضنا من اجل اتصالات دبلوماسية شاملة وحوار ما زال قائما". واكد انه يجب "محاسبة" الحكومة الايرانية لانها رفضت تنفيذ التزاماتها بشأن برنامجها النووي. وتابع ان السياسة الاميركية موضوعة لحريك "قوس التاريخ باتجاه العدالة". وربط اوباما بين مصير الشعب الايراني والارث التاريخي للولايات المتحدة, مؤكدا ان واشنطن "تريد تشجيع الايرانيين على اثراء العالم" عبر المبادلات الثقافية والتعليمية. وقال "انه المستقبل الذي نبحث عنه وهذا ما تؤيده اميركا". ويأتي خطاب اوباما بينما تبذل الولاياتالمتحدة جهودا كبيرة لحشد تأييد لفرض عقوبات دولية على ايران بشأن برنامجها النووي. كما يأتي وسط خلاف بين الولاياتالمتحدة واسرائيل التي ترى في البرنامج النووي الايراني خطرا عليها. ويتهم الغرب ايران بتطوير قدرات نووية للتوصل الى امتلاك سلاح ذري, وهذا ما تنفيه طهران. وبشكل ما يبدو خطاب اوباما هذه السنة ردا على الخطاب العام الماضي في عيد رأس السنة الايرانية. وكان اوباما صرح العام الماضي "انتم ايضا لديكم خيار. الولاياتالمتحدة تريد ان تأخذ جمهورية ايران الاسلامية مكانها الصحيح في مجموعة الامم. هذا من حقكم لكن الامر يأتي مع مسؤوليات حقيقية". وهذه السنة بدا ان اوباما استنتج, على الاقل من وجهة النظر الاميركية, ان ايران رفضت هذا العرض بينما تسعى ادارته الى تعزيز العقوبات ضد طهران. ___________ * ستيفن كولينسون