انتهت منافسات دوري زين للمحترفين في أول عام له في شكله الجديد، وإن كان الختام «الأزرق» الباكر العلامة الأبرز، فإن الجولات الأخيرة لم تفقد حرارة «التنافس»، فالصراع كان على أشده سواء بين الباحثين عن المقعد الآسيوي «المضمون» أو بين الباحثين عن المشاركة في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أو المتصارعين على الهروب من شبح «الهبوط». المباراة الأخيرة بين المتصدر والوصيف ابتعدت عن مسارها داخل المستطيل «الأخضر» في بعض «فتراتها»، وخرج الهلال منها مثخناً بجراح لم يكن في حاجة لها، فالرقم القياسي وإن كان «تاريخياً» إلا أن الفريق «الأزرق» كان مطالباً بالتمسك باستراتيجيته التي سار عليها الموسم الحالي بالبحث عن «الأهم»، بل إن الهلال دخل بالصف الثاني في جولات مضت وفي الوقت ذاته أمامه مباراة «آسيوية» مهمة وكأس الدوري استقر في الخزانة الهلالية قبل مدة طويلة، ولذلك فلم يكن في حاجة إلا خسارة لاعبين بارزين في مباراة عابرة في مشواره، في حين أن المباراة كانت بالنسبة للاعبي «العميد» بوابة العودة إلى الوضع الطبيعي للفريق والخروج من الأزمة التي عانى منها الاتحاد طيلة الفترة الماضية وأعادت الثقة إلى جماهيره بأن فريقهم تجاوز مرحلة «الهزات»، أما «الأجمل فهو أن لاعبي الفريقين قدموا لمحة تنافسية «جمالية» في نهاية المباراة، مؤكدين أن صوت «الروح الرياضية» ما زال يصدح بعلو حتى وإن خفت أو اختفى في بعض أجزاء اللقاء. بعيداً عن ضجيج الهلال والاتحاد، أثبت الفتح أنه فريق الموسم و«الحصان الأسود» الذي نجح في فرض صوته عالياً، فابتعد باكراً عن المناطق الخطرة ونافس في جولات عدة على مراكز متقدمة ونجح في بلوغ كأس «الأبطال» في أول موسم له في دوري «الأضواء»، مؤكداً أن الإمكانات المالية والفنية من الممكن أن تصنع الفرق متى ما أُحسن إدارتها بالشكل الواقعي. وفي المناطق «المعتمة» حصد الاتفاق والقادسية المركزين التاسع والعاشر، وفي الوقت الذي نام فيه أنصار الاتفاق حزانى على وضع فريقهم الذي لم يكن مع العير ولا مع النفير، كان مشجعو القادسية سعداء ببقاء فريقهم في دوري زين للمحترفين، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من توديعه، أما مركب «الهابطين» فأقلّ على متنه الرائد ونجران وكلاهما يستحق البقاء جماهيرياً وميدانياً، وكان من الممكن أن يكونا من فرق «المنطقة الدافئة» لولا الظروف التي واجهتهما.