أظهرت دراسة أجراها باحثون في شركة «جينينتك» للتكنولوجيا الحيوية أنّه من الممكن قتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، عبر خلط المضادات المناعية بالمضادات الحيوية. ويمكن استخدام العلاج للمرضى الذين يعانون من تكرار الالتهابات البكتيرية، مثل «إم آر إس اي» التي يصعب علاجها حتى بالمضادات الحيوية القوية. ومن المتوقع أيضاً أن يساهم ذلك في علاج مرضى السل، والأمراض المزمنة التي يمكن أن يصاب بها الشخص بعد عملية جراحية في القلب. وقال الخبير في الميكروبيولوجي بالمعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ وولف ديتريتش هارت، إن هذه الاستراتيجية قد تبطئ مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. وأظهرت اختبارات نشرت في دورية «ماريا ساثان» أن حقن مزيج الأجسام المضادة في الفئران المصابة، قضت على عدوى «المكورات العنقودية الذهبية» على نحو أكثر فاعلية من المضادات الحيوية وحدها. وكان علماء هولنديون طوروا أول بديل فعّال للمضادات الحيوية في محاربة العدوى المقاومة للأدوية. وأثبت الدواء خلال فترة تجربته، فاعليته في القضاء على البكتيريا المعروفة باسم المكورات العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية (مارسا)، وهي بكتيريا مسؤولة عن إصابات عدة يصعب علاجها. ومن المعروف أن المضادات الحيوية التقليدية تفقد فاعليتها في مهاجمة البكتيريا المُعدية، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الى التحذير من أن الجراثيم والبكتيريا المقاومة للعقاقير يمكن أن تعود بالطب إلى العصور المظلمة. يذكر أن نحو خمسة آلاف حالة وفاة سنوية في بريطانيا تسببها سلالات أمراض مقاومة للمضادات الحيوية، وأن آخر فئة جديدة من المضادات الحيوية أُنتجت في أواخر الثمانينات. ويعتقد كثير من الخبراء أن الطرق الجديدة ضرورية لتوفير حل أكثر استدامة لمشكلة مقاومة الدواء. وأوضح تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية العام الماضي أن مضادات الجراثيم هي المسؤول الأول عن مقاومة المضادات من قبل البكتيريا والفايروسات، خصوصاً في الدول الفقيرة التي تأخذ المضادات الحيوية بجرعات ضعيفة والدول الغنية التي تستهلك هذه المضادات بكثرة، ما يجعلها تفقد فاعليتها ويجعل الأمراض والالتهابات الناتجة عن هذه البكتيريا والفايروسات قاتله خلال الأعوام العشرة المقبلة. وانتشرت هذه الظاهرة في كل من أفريقيا، أستراليا، النمسا، اليابان، النرويج، فرنسا، بريطانيا، السويد، وسلوفانيا.