يبدو أن العلاقة بين الفنان عمرو دياب وشركة «روتانا» وصلت إلى طريق مسدود، بعدما تبادل الطرفان الاتهامات قبل الإعلان عن إنهاء التعاقد بينهما. بداية الخلاف كانت مع طلب عمرو دياب فسخ التعاقد مع «روتانا» ل «عدم الوفاء بالتزاماتها تجاهه في الفترة الأخيرة وعدم تنفيذ ما ورد في العقد المبرم بينهما»، ما جعل الشركة تصدر بياناً تؤكد فيه أنها هي التي فسخت التعاقد مع دياب، متهمة إياه ب «الإساءة لها ومحاولة النيل منها وبلبلة المتعاملين معها»، موضحة أنها بدأت في اتخاذ إجراءات فسخ التعاقد بسبب إخلال الفنان عمرو دياب بالتزاماته الواردة في العقد. كما أشارت إلى أنها وجهت إنذاراً قضائياً للنجم المصري وطلبت منه سرعة سداد الشرط الجزائي الوارد في العقد وقيمته مليون دولار، بسبب إخلاله بالتزاماته التعاقدية. ورد دياب، على البيان الرسمي الذي أصدرته شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات على صفحته ب «فايسبوك»: «نشر المكتب الإعلامي ل «روتانا» خبراً يفيد بأن شركة روتانا أقامت دعوى قضائية، ضد الفنان عمرو دياب مطالبة بإلزامه بسداد قيمة الشرط الجزائي الوارد بالعقد بسبب إخلاله بالتزاماته الواردة بالعقد». وأضاف البيان: «ذلك القول عار تماماً من الصحة، حيث لم يعلم دياب بالدعوى المذكورة هذه... ولزم التنويه أنه لم يخل بالتزاماته الواردة بالعقد المذكور مع الشركة، ولكن على العكس من ذلك فإن «روتانا» هي التي أخلت بالتزاماتها...». وبعيداً من بيانات عمرو دياب وشركة روتانا، تدخل آخرون في الأزمة، فرغم الخلافات التي وقعت بين الشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر وعمرو دياب خلال الفترة الماضية، حرص قمر على التعليق على الأزمة الحالية قائلاً: «أنت قيمة كبيرة يا عمرو ووجودك في روتانا كان سبباً في استمرارها حتى الآن، وكونك أكبر مطرب مصري، مصر كلها هتقاطع إنتاج روتانا وستستمع لألبوم سميرة سعيد على الإنترنت لأن جمهورها كان مفتقدها». وختم بهجت قمر: «المفروض على كل المطربين والمبدعين من شعراء وملحنين وموزعين مصريين، اتخاذ موقف بعد بيان روتانا». يذكر أن الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن وليد سعد والملحن عمرو مصطفى اتخذوا قراراً منذ عدة سنوات بعدم التعاون مع شركة «روتانا»، بسبب تغيير الشركة الصيغ القانونية في حقوق الشعراء والملحنين ومشاركتهم في حق الأداء العلني، وعاتبوا عمرو دياب لعدم مساندتهم، ما أدى إلى وقوع خلافات بينهم وتوقف تعاونهم، رغم أنهم تعاونوا مع دياب في عدد كبير من الأغاني. أما الشاعر تامر حسين الذي تعاون مع دياب في ألبوماته من خلال شركة روتانا، فأكد أن دياب هو من رفض سياسة «روتانا» في تجاهل ألبومه المقبل، نافياً أن يكون المطرب الشهير هو من أخل ببنود الاتفاق بينهما، موضحاً أن «دياب وراءه شعب وليس جمهور». وأوضح تامر حسين أن الأمر في يد القضاء ليفصل في النزاع. ولم يصدر تعليق رسمي من نقابة الموسيقيين المصريين تجاه الأزمة، خصوصاً أن النقيب هاني شاكر كان من الرافضين لسياسات بعض شركات الإنتاج الخاصة بالاحتكار. ويترقب كثيرون موقف المنتج محسن جابر من عمرو دياب، خصوصاً أن جلسة جمعته بعمرو قبل فترة. كما أن جمهور دياب على مواقع التواصل الاجتماعي يطالبه بالعودة لشركة «عالم الفن» مجدداً، بعد النجاحات التي حققها دياب في ألبومات «نور العين»، «تمللي معاك»، «قمرين»، «علم قلبي»، «أكتر واحد» وغيرها من الألبومات التي كانت بمثابة داعم قوي في مشوار عمرو الذي تعاون أيضاً لسنوات طويلة مع شركة «صوت الدلتا» التي ابتعدت عن مشهد الإنتاج الغنائي، لعدم قدرتها علي تحمل الخسائر الإنتاجية المتلاحقة بسبب «القرصنة»، وتراجع عدد الحفلات ومصادر الدخل التي يمكن أن تحققها شركة الإنتاج من وراء المطرب المتعاقد معها بعد إخفاق المبيعات في تحقيق أي مردود مادي يمكن أن يعوض تكاليف الإنتاج. وكانت «صوت الدلتا» قدمت لدياب أشهر ألبوماته مثل «ميال»، «خالصين»، «هلا هلا»، «متخافيش»، «حبيبي»، «أيامنا»، «راجعين»، «ويلوموني»، «يا عمرنا»، «عودوني» وغيرها من الألبومات. ألبوم عمرو دياب الجديد الذي لم يعرف حتى الآن مصيره، بعدما كان مقرراً طرحه مع بداية العام الجديد، يشهد تعاوناً مع الشعراء مجدي النجار، تامر حسين، خالد تاج الدين، أحمد علي موسى، والملحنين إسلام زكي، أحمد حسين، أحمد برازيلي، شادي، حسن الحلو، مدين، أما التوزيعات الموسيقية فيتعاون فيها مع أسامة الهندي، عادل حقي وأسامة عبدالهادي.