لندن، واشنطن، طوكيو - رويترز - أبقى مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي على أسعار الفائدة القياسية قرب الصفر وجدد تعهده بالحفاظ عليها منخفضة بصورة استثنائية لفترة طويلة وأشار إلى قوة دفع متزايدة في الانتعاش الاقتصادي. وخفف «بنك اليابان» سياسته النقدية تجاوباً مع ضغط حكومي نحو إجراء يدعم الاقتصاد على رغم أن القرار جاء بانقسام للأصوات واعتبره البعض ذا مردود اقتصادي محدود. وتبين إشارة مجلس الاحتياط الفيديرالي ليل أول من أمس إلى تعاف أقوى للاقتصاد من أعمق ركود منذ عقود، أن المصرف المركزي الأميركي يتحرك باتجاه التخلي عن تعهده بإبقاء تكاليف الإقراض عند مستوياتها الدنيا، ما يشير إلى أن رفع أسعار الفائدة يمكن أن يحدث خلال أشهر. وأبدى المجلس مجدداً درجة من الحذر حيال قطاع الإسكان وكرر توقعاته بأن تعافي الاقتصاد سيكون معتدلاً لبعض الوقت. ورجح أيضاً أن يبقى التضخم مكبوحاً مع حفاظ المصرف على أسعار الفائدة لليلة واحدة في نطاق من الصفر إلى 0.25 في المئة. أما «بنك اليابان» فأبقى سعر الفائدة عند مستوى 0.1 في المئة أمس، بيد أنه زاد المبالغ المخصصة للقروض المصرفية لأجل ثلاثة أشهر إلى 20 تريليون ين، ما يوازي ضعفي المبالغ المتاحة حالياً، معتبراً أن التحرك يهدف إلى التشجيع على انخفاض أسعار الفائدة البعيدة الأجل. وكانت السوق تتوقع هذين الإجراءين. ورأى محللون أن المساعي الحكومية التي استغرقت أسابيع لإقناع المصرف بضرورة تخفيف سياسته تستهدف الحيلولة من دون أن يتسبب صعود للين في عرقلة انتعاش تقوده الصادرات أو في تعميق هوة التضخم بالبلاد. وتعرض الدولار لضغوط بعد قراري المصرفين المركزيين الأميركي والياباني. وتراجع الدولار أمام الين ليلامس 90 يناً إذ شعر المستثمرون بخيبة أمل لأن «بنك اليابان» لم يخفف أكثر سياسته النقدية، لكن الدولار انتعش في وقت لاحق إلى 90.67 ين. وساهم قرارا المصرفين في دعم الأصول التي تنطوي على أخطار إذ سجلت الأسهم الأميركية أعلى مستوياتها خلال 17 شهراً والأسهم اليابانية أعلى مستوى إغلاق خلال ثمانية أسابيع. وارتفعت عملات مرتبطة بالسلع الأولية مثل الدولار الكندي والدولار الأسترالي أمام العملة الأميركية. وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة إلى أدنى مستوياته في ستة أسابيع عند 79.520 نقطة. وارتفع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.3781 دولار، وكان سجل أعلى مستوياته في خمسة أسابيع عند 1.3819 دولار بدعم من تبدد المخاوف من الأخطار السيادية بعدما أعلنت وكالة «ستاندرد أند بورز» للتصنيف الائتماني أنها رفعت اسم اليونان من قائمة الدول المرشحة لخفض تصنيفها الائتماني. وازدادت أسعار صرف الجنيه الإسترليني على نطاق واسع بعد أن جاءت بيانات عن الوظائف في بريطانيا أفضل من المتوقع. وساهم في صعوده نشر محضر لاجتماع «بنك إنكلترا» كشف أن واضعي السياسات صوتوا بالإجماع لصالح الإبقاء على السياسة النقدية.