حذر السفير الأميركي الجديد في دمشق ستيفن فورد من خطورة دعم دمشق ل «حزب الله»، واحتمال «انجرار سورية الى المواجهة ولو عن غير قصد» مع اسرائيل في حال تكرار سيناريو عام 2006، مشيراً الى أن جزءاً كبيراً من دوره سيكون العمل على تفادي «أخطاء في الحسابات»، والدفع من خلال نهج «الخطوة - خطوة» نحو تحسين العلاقة بين البلدين. وقدم فورد خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينه، تصوراً واقعياً لأفق العلاقة مع سورية، مشيراً الى أن إعادة السفير «ليست جائزة لدمشق» و «لا تغير في أسس المسائل التي تقلقنا» في التصرف السوري، إنما «الحوار الدائم والمبدئي هو في مصلحتنا القومية»، خصوصاً «في ظل حال التشنج الإقليمي التي تعيشها المنطقة». واعتبر فورد أن الظرف الإقليمي يحتم الحاجة الى الانخراط المباشر وعلى مستوى «القيادات العليا للتأثير في صانعي القرار» في دمشق، مضيفاً «يجب أن يسمعوا منا مباشرة وليس من الاعلام أو طرف ثالث، ما هي الخطوط العريضة والثمن المحتمل عليهم وعلى المنطقة من أي خطأ في الحسابات... الحديث الصريح سيكون أولوية مهمتي مع الحكومة السورية». وكان لافتاً أن السفير المعين كرر تعبير «الخطأ في الحسابات» في حديثه عن علاقة سورية ب «حزب الله»، مشيراً الى أن «النجاح في استقرار المنطقة يتطلب اقناع سورية بأن لا إيران ولا حزب الله يشاركونها المصلحة الاستراتيجية في السلام الشامل... وطبعاً علينا أن نرى إذا كانت سورية فعلاً مهتمة بالتفاوض حول اتفاقية سلام مع إسرائيل». وحذر من خطورة «ارسال السلاح الى حزب الله وغيره في لبنان» وأنه «من غير الممكن تعديل العقوبات فيما يستمر الدعم لحزب الله وحماس». أما في التداعيات المباشرة على سورية، فتحدث فورد مرتين في جلسة الاستماع عما يعنيه لدمشق وقوع مواجهة ثانية بين «حزب الله» وإسرائيل، مشيراً الى «احتمال انجرار سورية الى المواجهة ولو عن غير قصد وبسبب خطأ في الحسابات، وضرب مصداقية دمشق»، لأن أي مواجهة «لا تساعد في الاستقرار الإقليمي». وأكد أن وظيفته ستكون «إطلاع السوريين على اختيار مصلحتهم في شكل أفضل». وفي الموضوع العراقي الذي اختبره فورد كنائب للسفير الأميركي في بغداد طوال السنوات الثلاث الماضية، أكد «إدراك سورية بأن حكومة العراق ليست ذاهبة الى أي مكان»، وأنه من مصلحة دمشق «تعزيز العلاقة مع السلطة في بغداد». وأوضح أن واشنطن لم تتفق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتهاماته لدمشق بعد تفجيرات آب (أغسطس) الفائت، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة تحرك سورية لتفكيك شبكات المقاتلين الأجانب داخل الأراضي السورية، مؤكداً ان دمشق «لديها القدرة على ذلك». وأضفى فورد تفاؤلاً على آفاق عملية السلام وأي مسار إسرائيلي - سوري، مشيراً الى أن المبعوث جورج ميتشل وفريقه يعملان على ايجاد آلية «توفق بين ما يتطلع اليه الجانبان السوري والإسرائيلي»، وهو استعادة الجولان من الجانب السوري، وإعطاء إجابات لإسرائيل حول التوجه الاستراتيجي للسياسة السورية في المنطقة، إما نحو السلام أو دعم «حزب الله» والتحالف مع إيران.