ألغت محكمة النقض المصرية، أمس، حكماً يقضي بمعاقبة 10 أشخاص بالإعدام شنقاً والسجن المشدد لمدة 15 سنة لآخر عقب إدانتهم أمام محكمة جنايات محافظة كفر الشيخ باختطاف ربة منزل من داخل مسكنها واغتصابها عنوة والاعتداء عليها في العراء. وأمرت المحكمة التي تعد أعلى سلطة قضائية في البلاد، بإعادة محاكمة المتهمين جميعاً أمام دائرة جديدة غير الدائرة التي أدانت المتهمين. وعلت الزغاريد من جانب أسر وأهالي المتهمين الذين احتشدوا بكثافة في قاعة محكمة النقض الرئيسة والتي كانت تباشر النظر في الطعن بالنقض المقدم من المتهمين ضد الحكم بإعدامهم وسجن المتهم الأخير. وقال ذوو المتهمين إنهم أدينوا ظلماً وإنهم لم يرتكبوا ما هو منسوب إليهم من جرائم. وأكد مصدر قضائي أن إلغاء إعدام المتهمين لا يعني تبرئتهم، موضحاً أن محكمة النقض قد يكون تبيّن لها وجود عيب شكلي أو خطأ في أحد الإجراءات بالقضية الأمر الذي يقتضي معه إلغاء الحكم برمته وإعادة محاكمة المتهمين. ويأتي حكم محكمة النقض ليتسق مع الرأي الاستشاري الذي قدمته نيابة النقض في الجلسة الماضية والتي طلبت نقض (إلغاء) حكم محكمة الجنايات بالنسبة إلى المتهمين جميعاً وإعادة محاكمتهم أمام دائرة مغايرة من دوائر محكمة جنايات كفر الشيخ. وتعود وقائع القضية إلى عام 2006 حيث أقدم المتهمون ال 11، بحسب ما يقول الادعاء، على اختطاف سيدة تحت تهديد السلاح من داخل منزلها في قرية الحمراوي بمحافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة)، وسط صرخاتها، مانعين أهالي البناية السكنية من التدخل لإنقاذها عقب سماعهم صرخات استغاثتها. وهدد المتهمون الجيران بأسلحة نارية (بنادق آلية ومسدسات)، واقتادوا السيدة بالقوة داخل حافلة ركاب صغيرة يمتلكونها، وفروا بها إلى منطقة زراعية نائية حيث تناوبوا الاعتداء عليها واغتصابها لأكثر من 3 ساعات، وأجروا اتصالات بأصدقاء لهم ليحضروا و «يشاركونهم الوليمة»، إلى أن أغشي عليها وفقدت الوعي. واكتشف أحد المتهمين المشاركين في الجريمة أنها زوجة صديق له، فقام بإبلاغ زوجها الذي اتصل بدوره بالشرطة، إلا أن المتهمين استمروا في اغتصابها وسرقوا مجوهراتها وتبادلوا إطلاق النيران مع قوات الأمن التي طوقتهم، إلى أن ألقي القبض عليهم وأحيلوا على النيابة العامة التي وجّهت إليهم تهم الاختطاف والاغتصاب تحت تهديد السلاح والسرقة بالإكراه. وقررت محكمة الجنايات معاقبة 10 منهم بالإعدام شنقاً، فيما عاقبت صبياً شارك في الجريمة بالسجن المشدد 15 سنة.