تخشى أوساط سياسية في مدينة بعقوبة أن تكرس نتائج الانتخابات العراقية المتوقع اعلانها قريباً الواقع الطائفي ونظام المحاصصة، في وقت أعربت مرشحات عن امتعاضهن بسبب تدني نسبة أصوات الناخبين لمصلحتهن. وفيما يتابع سكان محافظة ديالى بحذر، بعد سنتين من انحسار أعمال العنف الطائفية النتائج، تباينت مواقف عدد من سكان ناحية خان بني سعد المعروفة حالياً باختلاطها المذهبي حيال شكل الحكومة اعتماداً على نتائج انتخابات لا تزال الشكوك تدور حول نزاهتها. وأكد رزكار حمه، وهو سياسي كردي مستقل، أن «القوى السياسية في حاجة الى الابتعاد عن كل ما يكرس الطائفية والمحاصصة، فذلك أوفر حظاً في تشكيل حكومة وطنية مغايرة لسابقاتها». وأشار الى أن «واقع الكتل السياسية يؤكد بمجمله ضرورة الخروج من التحالفات المذهبية والعرقية. وهذا جيد بالنسبة الى ما أفرزته الصراعات السابقة». أما الشيخ ناصر حميد التميمي، وهو أحد شيوخ العشائر المعروفة باختلاط أبنائها الطائفي، فيؤكد أن «حديث القبائل تحول من حل الخلافات العشائرية إلى الحديث عمّا ستنجم عنه التشكيلة الجديدة للحكومة». وأوضح التميمي ل «الحياة» أن «تصويت الناخبين للمرشحين لم يبتعد عن القومية والطائفية بعدما صار بديهياً أن يصوت السنّي للأحزاب السنّية، والشيعي كذلك للشيعة، وكذا حال الاكراد أيضاً، ما سيسفر عن تشكيل حكومة توافقية مع اصرار الكتل السياسية على نسيان ما خلفته السنوات الماضية من صراعات ونزاعات». وتتصدر قائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي نتائج الانتخابات في المحافظة بعدما صوت الناخبين السنّة لمصلحتها، فيما نالت منظمة «بدر» بزعامة هادي العامري نسبة الاصوات في قائمة «الائتلاف الوطني». وأعربت مرشحات لم يسعفهن الحظ بالفوز عن امتعاضهن بسبب قلة الدعم المادي لدعايتهن الانتخابية وغياب الوعي السياسي للنساء في ظل العادات والتقاليد العشائرية. وأكدت مرشحة لم يصوت لها سوى 20 شخصاً من أقاربها طلبت عدم ذكر اسمها ل «الحياة» أن «نسبة تمثيل المرأة عن المحافظات في البرلمان المقبل سيبقى تقليدياً، ولا يتعدى الشكليات». واعتبرت أن «تدني أصوات الناخبين للمرأة على رغم دعايتها الانتخابية الميالة الى ابراز مظهرها، تعتبر أزمة في مجتمع ديالى نأمل بتجاوزها في الانتخابات البرلمانية المقبلة». وكان 261 مرشحاً بينهم 77 امرأة ينتمون إلى 22 كياناً تنافسوا في محافظة ديالى لنيل 13 مقعداً في البرلمان المقبل. وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات العامة تقدم «القائمة العراقية» تليها قائمة «الائتلاف الوطني»، فيما كانت قائمة «التوافق العراقي» أبرز القوائم الخاسرة في المحافظة.