قتل الجيش الإسرائيلي امس سيدة فلسطينية في الثالثة والسبعين من عمرها بعد 18 عاماً من قتل زوجها في اليوم نفسه، الجمعة، وفي الوقت نفسه، عقب صلاة الظهر. كما استشهد أمس الشاب سلامة موسى أبو جامع (23 سنة) في منطقة الفراحين شرق محافظة خان يونس في قطاع غزة نتيجة إصابته بعيار ناري قاتل في القلب خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وأعلن الشاب الفلسطيني براء كايد عيسى من «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح»، مسؤوليته عن عملية الطعن التي نفذت في مركز رامي ليفي التجاري في المجمع الاستيطاني «بنيامين» مساء أمس. وقال أنه من مدينة القدسالمحتلة، وأنه يجهز نفسه لتأسيس حزب «الخطاف»، وأنه عضو في «كتائب الأقصى»، وأن أقصى أمنياته الشهادة في سبيل الله. وكانت الإذاعة الإسرائيلية أعلنت أن مستوطناً أصيب بجراح خطرة نتيجة طعنه في منطقة مستوطنات «بنيامين»، مضيفة أن المهاجم الفلسطيني لاذ بالفرار، وأن جيش الاحتلال يقوم بعمليات تمشيط بالمنطقة. شهيدة في الخليل وفي الخليل، أكدت عائلة السيدة ثروت شعراوي وشهود ان الجيش اطلق النار عليها وهي تقود سيارتها في مدينة الخليل، ما ادى الى استشهادها فوراً. وقال ايوب شعرواي (52 سنة) ان والدته كانت في طريقها الى بيت شقيقتها حيث كانت مدعوة إلى تناول طعام الغداء، وإنها تعرضت الى اطلاق النار فور دخولها الى محطة للوقود. ونفى ادعاء السلطات بأنها قامت بدهس جندي، موضحاً: «ربما تفاجأت بوجود الجنود في محطة الوقود، لكن بالتأكيد لم تنوِ دهس الجنود». وتساءل: «من يصدق ادعاءهم ان سيدة في الثالثة والسبعين تريد دهس جنود؟». وأفاد شهود بأن السيارة التي كانت تقودها السيدة تعرضت الى خمس عشرة رصاصة. وكان زوج شعراوي استشهد في الانتفاضة الأولى. وقال ايوب ان والده، فؤاد الشعراوي، كان في التاسعة والأربعين من عمره، وإنه استشهد بعد صلاة الجمعة، وهو الوقت الذي استشهدت فيه زوجته، نتيجة تعرضه للغاز المسيل للدموع في 26 من شباط (فبراير) عام 1988. وفي الخليل أيضاً، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن مستوطنين أصيبا مساء أمس بجراح مختلفة في إطلاق نار من قناص فلسطيني قرب حاجز أبو الريش. وقالت الإذاعة أن أحد المستوطنين (16 سنة) أصيب بجراح خطيرة، وأن الآخر (18 سنة) أصيب بجراح متوسطة، فيما قامت قوات الاحتلال بعملية تمشيط في المنطقة. في غضون ذلك، شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية امس مواجهات واسعة اصيب فيها عدد من المتظاهرين. ففي بلدة بيت أمر شمال الخليل، أصيب شاب بالرصاص الحي وآخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال مواجهات على مدخل البلدة. وحاصرت قوات الاحتلال ظهر امس مسجد وصايا الرسول في الخليل، واندلعت مواجهات في محيطه أصيب خلالها 5 مواطنين بجروح. وذكر منسّق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان محمد عوض أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على مشاركين في المسيرة، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص الحي وآخرين بالمطاط والاختناق. وقالت مصادر طبية في مستشفى الأهلي في الخليل أن الشاب عاهد منذر حسن صبارنة (17 سنة) وصل إلى المستشفى بعد ان اصيب برصاصة اخترقت ظهره واستقرت في بطنه. وفي بلدة النبي صالح قرب رام الله، اصيب عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال المسيرة الأسبوعية ضد الاستيطان. وقال مواطنون في البلدة ان الجنود اطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين لدى اقترابهم من الحاجز العسكري المقام على مدخل البلدة، ما ادى الى اصابة عدد من المشاركين بالاختناق وعولجوا ميدانياً. من جهة أخرى، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ان مصلحة السجون تمارس جرائم حرب حقيقية بحق الأسرى المرضى والمعتقلين المصابين، وتعمد إلى إلحاق أكبر ضرر صحي بهم خلال عمليات اعتقالهم أو أثناء نقلهم إلى المستشفيات. وقال ان أطباء مستشفى «أساف هاروفيه» الإسرائيلي بتروا قبل ايام رجل الأسير القاصر المصاب جلال شاهر شراونة (17سنة) من قرية دير سامت قضاء مدينة دورا. وأضاف: «جرى دفن قدم الأسير الشراونة في قريته، تحت شجرة زيتون ونصب حجري كتب عليه بيت شعر من قصيدة الشاعر الراحل توفيق زياد يقول «وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم». وقال قراقع: «ان ما جرى بحق الطفل شراونة جريمة مكتملة الأركان، اذ حاول الجنود قتله بعد أن أطلقوا النار عليه منتصف الشهر الماضي، وتركوه ينزف لساعات من دون تقديم الرعاية الصحية اللازمة له، وتم إهماله طبياً من إدارة مصلحة السجون وأطبائها، حتى تدهورت حالته الصحية وبترت قدمه اليمنى». وأضاف: «هذه القدم هي الثانية التي يتم دفنها في أقل من عشرة أيام بعد أن تم دفن قدم الطفل عيسى المعطي من بيت لحم». وطالب والد الأسير الشراونة المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والحقوقية بالتدخل بأسرع ما يمكن لإنقاذ حياة الأسرى المرضى والمصابين، محمّلاً إدارة مصلحة السجون والساسة الإسرائيليين المسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق نجله. وكان الفتى الأسير جلال الشراونة أصيب في التاسع من الشهر الماضي بسبع طلقات نارية من نوع «دمدم»، في قدميه. واتهمته السلطات بأنه حاول تنفذ عمليه ضد مستوطنين في مستوطنة «نجهوت» القريبة من دير سامت حيث أدت الرصاصات إلى إلحاق أضرار كبيرة في ساقيه طاولت الأعصاب والشرايين والعظام.