وضحت ملامح فرسان الرهان في دوري أبطال آسيا 2010 مع انتهاء الجولة الثانية، وهو الأمر الذي كان من المرتقب أن يستغرق جولات أكثر في النسخ الماضية، بيد أن الفرق بدا واضحاً بين الفرق في كل مجموعة، وأيضاً بين كل مجموعة وأخرى.ويبدو أن بطاقات التأهل لدور ال 16 ستسجل من الآن أسماء فرق منها الجديد، ومنها ما اعتدنا عليها في النسخ الماضية. فهناك الغرافة القطري وبونيودكور الأوزبكي والهلال السعودي وسيونغنام ألهوا الكوري الجنوبي وغوان ببكين الصيني وأدلاليد الأسترالي، وكل منها نال العلامة الكاملة في الجولتين (6 نقاط). وأبرز ما ميز الجولة الثانية هو استمرار المتفوقين على موال الانتصارات، على عكس ما كان يتوقعه بعض المراقبين، كون البطولة لم تصل لذروتها بعد، إذ بيّنت الجولة الثانية تدني مستوى الفرق اليابانية والإماراتية، فاليابانيون حصدوا 8 نقاط من أصل 24، وهي محصلة غير متوقعة، في حين لم يقدم الإماراتيون ما يستحقون عليه أربعة مقاعد، إذ حصدوا نقطتين من أصل 24 نقطة، وهي نتيجة تعبّر عن ضعف مستوى الدوري الإماراتي. أما أفضل النتائج، فكانت من نصيب الأندية الكورية الجنوبية (16 من أصل 24)، ومن ثم الصينية (14 من أصل 24)، فالإيرانية (13 نقطة من أصل 24)، ومن ثم السعودية (11 من أصل 24)، وأخيراً اليابانية (8 من أصل 24 نقطة). ولا يمكن الحكم على المجموعات في هذه المرحة المبكرة من المنافسات، بيد أن بطاقتي التأهل في المجموعة الأولى أقرب إلى الغرافة القطري والاستقلال الإيراني، هذا إذا لم نشهد صحوة إيجابية من الجزيرة الإماراتي وأهلي جدة، وما يصعّب مهمة الفريقين الأخيرين أنهما سيتقابلان في الجولة المقبلة، ما يعني أن أحدهما سيودّع البطولة على الغالب. في المجموعة الثانية، يواجه اتحاد جدة والوحدة الإماراتي المصير ذاته، فكلاهما يتذيل المجموعة بطريقة أقرب إلى «التراجيدية»، كما أنهما سيتواجهان في الجولة المقبلة، ما يعني أن أحدهما سيخرج من الباب الخلفي للبطولة. «العميد» كان ولا يزال يعاني من التأثر بظروفه الداخلية والخارجية، وعلى رغم محاولاته الجادة في الجولة الماضية، إلا أنها اصطدمت بتراخيه في الشوط الثاني. في حين برهن الوحدة الإماراتي على أنه لم يكن مستعداً بالدرجة الكافية. في المجموعة الثالثة، نجح الشباب السعودي في حصد لقب أفضل فريق آسيوي في الجولة الثانية، إذ حقق فوزاً ثميناً في العاصمة الأوزبكية (طشقند)، واستفاد من انتهاء قمة أصفهان بين سيبهان والعين الإماراتي بالتعادل السلبي. في حين حقق الأخير نتيجة أفضل من نتيجة الجولة الأولى، فالعين بعد خسارة الافتتاح لم يتوقع له الكثيرون أن يعود لمدينته محملاً بنقطة ثمينة من أمام سيبهان. وفي المجموعة الرابعة، حرص الهلال السعودي على إنهاء الجولة الثانية مستمراً على صدارة مجموعته. و«الزعيم» السعودي وصل لمستوى يستطيع من خلاله أن يقارع الأندية الآسيوية على اللقب الآسيوي، ومسألة تأهله استناداً إلى ما يقدمه من عطاءات أضحت مسألة وقت لا أكثر. أما السد القطري فبعد خسارته القاسية من الهلال انفجر أمام أهلي دبي المغلوب على أمره، فأذاقه خماسية لن ينساها محبو الأهلي حتى على المدى البعيد. ويبدو جلياً أن بطاقة التأهل الثانية ستكون محصورة بين السد ومس كرمان الإيراني، ولأنهما سيتواجهان على التوالي في الجولتين الثالثة والرابعة، فمن الممكن أن ينتهي الصراع في هذه المجموعة في الجولة الرابعة، لتبقى بقية المباريات بمثابة تحصيل حاصل. وفي مجموعات الشرق، فريقان من كوريا الجنوبية وفريق ياباني وآخر أسترالي يتصدرون المجموعات، لكن السمة الأبرز في شرق القارة هي عودة الصينيين من جديد للساحة وبقوة، ولا يهم إذا كانت على حساب فرق يابانية أو كورية، بيد أن هذا التنوع يجعل المسؤولين في الاتحاد الآسيوي يسعدون بهذا التغيير، والسعادة بلا شك لها أسبابها التسويقية والجماهيرية.