أضيء 200 معلم تاريخي في 60 بلداً حول العالم باللون الأزرق مطلع الأسبوع الماضي، احتفالاً بمرور 70 عاماً على تأسيس منظمة الأممالمتحدة التي يحتفل أمينها العام بان كي مون، بأنه الثامن في تاريخها. واكتسى 200 معلم تاريخي من الأهرامات في مصر وحتى برج إيفيل في باريس، باللون الأزرق، وهو اللون الرسمي للأمم المتحدة ،لإحياء ذكراها السنوية. وأعرب بان كي مون عن أمله بأن "تكون إضاءة اللون الأزرق، وسيلة لإضاءة طريقاً نحو غد أفضل". ولدى الأممالمتحدة ووكالاتها قائمة طويلة من الإنجازات التي حققتها خلال ستة عقود، أهمها العمل على الحفاظ على السلام والأمن الدوليين. ونشرت المنظمة نحو 69 بعثة قوات حفظ سلام في بقع التوتر في العالم، ساهمت في صنع السلام. وعملت أيضاً على إعادة الهدوء إلى مناطق النزاع في العالم، وحققت الكثير من التسويات السلمية، كما عملت على منع انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى تطهير الألغام ومنع الإبادة الجماعية وتوطيد السلام في مناطق عدة. وساهمت محكمة العدل الدولية من خلال أحكامها، في تسوية نزاعات على الأراضي، والحد من التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إضافة إلى تعزيز العلاقات الديبلوماسية على مستوى العالم، وقوننة حق اللجوء والعبور من خلال الدول، ومنع احتجاز الرهائن، وضمان الحقوق الاقتصادية للدول. وكرست الأممالمتحدة مواردها وجهودها أيضاً لتحسين مستويات المعيشة وتنمية المهارات والإمكانات البشرية في جميع أنحاء العالم. ومنذ مطلع الألفية الجديدة، ينفذ برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بالتعاون مع 170 دولة عضواً ووكالات أممية أخرى، مشاريع في مجالات الزراعة والصناعة والتعليم والبيئة، ويدعم أكثر من 4800 مشروع للحدّ من الفقر، ومعالجة الأزمات والحفاظ على البيئة. وتعمل منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، على حماية الطفل وضمان حصوله على تعليم ورعاية صحية جيدة، إضافة إلى تقديم مساعدات طارئة في أكثر من 150 دولة. ويقدم البنك الدولي قروضاً ومنحاً للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم، ويدعم أكثر من 12 ألف مشروع في أكثر من 170 دولة منذ العام 1947. واستطاعت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، منذ إنشائها في العام 1945، تحقيق إنجازات كبرى في الحفاظ على التراث الإنساني والتعريف بالثقافات والفنون، والمساهمة في نشر التعليم، إضافة إلى مساعدة 137 دولة على حماية الآثار والمواقع التاريخية والثقافية والطبيعية. وتهدف المنظمة إلى تمكين جميع الأطفال من إتمام مرحلة التعليم الابتدائي مع نهاية العام الحالي. وعلى صعيد حقوق الإنسان، ساهمت الأممالمتحدة في وضع عشرات الاتفاقات في مجال الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبذلت جهوداً كبيرة لتمكين المرأة ومساواتها مع الرجل، والتركيز على زيادة دورها القيادي والحد من العنف ضدها. ونجحت الأممالمتحدة أيضاً في التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية من خلال المساعدات، فيما يوزع برنامج الأغذية العالمي أكثر من مليوني طن من الأغذية سنوياً. ودعمت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين منذ العام 1951، نحو 30 مليون فار من الحروب والمجاعة والاضطهاد. ولم تغب البيئة عن اهتمامات الأممالمتحدة، إذ وضعت برنامجاً عالمياً لحمايتها، وتمخض عنه مؤتمر "قمة الأرض" الذي أسفر عن معاهدات تتعلق بالتنوع البيولوجي وتغير المناخ. واعتمدت جميع البلدان "جدول أعمال القرن 21"، وهو خطة ترمي إلى تعزيز التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية في الوقت ذاته. وتبذل المنظمة الدولية أيضاً جهوداً كبيرة للحد من الانبعاثات الكيماوية، وتوفير مياه الشرب النظيفة في المناطق الريفية. ونجحت الأممالمتحدة في تعزيز القانون الدولي من خلال أكثر من 300 معاهدة دولية في شأن مواضيع شتى، تمتد من اتفاقات حقوق الإنسان إلى الاتفاقات حول تنظيم استخدام الفضاء وقاع البحر، وتعزيز الاستقرار في محيطات العالم. وأنشئت الأممالمتحدة في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 1945 في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، إثر مؤتمر "دومبارتون أوكس" الذي عقد في العاصمة واشنطن عقب الحرب العالمية الثانية، لدعم استقرار العلاقات الدولية وإرساء أسس أمتن للسلام. وتضم المنظمة الدولية حتى الآن 193 دولة عضواً، ومقرها الحالي في مدينة نيويورك.