أحدث مشروع تطوير المناهج تغييراً فعلياً طاول شخصيات طالبات المدارس المطبقة للمشروع، بل إنه وبحسب تأكيدات طالبات وتربويات خلال أول اللقاءات التي بدأت إدارة التربية والتعليم للبنات في جدة ممثلة في وحدة التخطيط والتطوير وإدارة الإشراف التربوي بتنظيمها، أسهم في ترك بصمته على شخصيات جميع أركان العملية التعليمية. وتقود «تعليم بنات جدة» حراكاً واسعاً للتعريف بالمشروع الشامل لتطوير المناهج الدراسية بدأ من يوم السبت الموافق21 من ربيع الأول الجاري، في قاعة حمد بن راشد بإدارة تعليم البنات بجدة، على مدى أسبوعين، إذ خصص الأسبوع الأول للمدارس في محافظة جدة والأسبوع الثاني للمدارس في مندوبيات جدة ( رابغ، خليص، البرزة، الجمعة، الظبية)، وذلك استجابةً لقرار وزير التربية والتعليم المتضمن تطبيق الحلقة الأولى من المشروع الشامل لتطوير المناهج التعليمية على جميع مدارس السعودية للعام الدراسي 1431/1432، يستهدف الصفوف «الأول والرابع الابتدائي، والأول المتوسط»، وتوجيهات نائبة الوزير لتعليم البنات بتطبيق الخطة التدريبية لتعميم منتجات المشروع لتدريب الفئات المستهدفة. بدوره، أكد مساعد مدير التعليم للشؤون المدرسية أحمد الحريري النقلة الكبيرة في التعليم للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة التي أحدثها المشروع الوطني الذي يعيد صياغة المناهج الدراسية بأسلوب عصري حديث يتوافق مع المستجدات ويعمل على تقديمها بصورة متميزة عن المناهج السابقة المطبقة اليوم، ويبرز دور المعلمة المهم، من خلال استخدامها لاستراتيجيات تدريس حديثة، لافتاً إلى أن محافظة جدة تشرفت بتطبيقه وتجريبه في عدد من مدارسها الحكومية، وفي أربع مدارس أسوة بتعليم البنين، على مدى ثلاث سنوات متتالية حتى العام الدراسي الحالي، مبدياً فخره بأن تكون من منتجاته التعليمية: « كتب اللغة العربية» التي ألفها خيرة التربويين والتربويات في محافظة جدة، مشدداً على أهمية إسهام المشرفات والمديرات بنقل هذا التعريف وما يشتمله من معلومات إلى المعلمات، لتهيئتهن للمشروع العام المقبل بإذن الله تعالى، ونشر ثقافة المشروع لدى المجتمع المحلي (أولياء الأمور). من جانبها، أوضحت منسقة المشروع الشامل ب«تعليم بنات جدة» رئيسة قسم المناهج لمياء الحاج، أن الأسباب التي أدت إلى الضعف اللغوي عند التلاميذ متمثلة في استقلالية المواد الدراسية عن بعضها، وضعف بنائها تكامليًا بحيث تخدم بعضها بعضاً، خصوصاً مهارات اللغة العربية، «لذا دعت الحاجة إلى التكامل في المناهج أفقياً وعموديًا، ودمج أفرع المواد الدراسية»، مشيرة إلى رؤية المشروع المتمثلة في توفير مناهج تربوية تعليمية متكاملة ومتوازنة ومرنة ومتطورة تلبي حاجات الطلاب ومتطلبات خطط التنمية الوطنية، وحاجات سوق العمل المستقبلية، وتستوعب المتغيرات المحلية والعالمية، وتحقق تفاعلاً واعيًا مع التطورات التقنية والاتجاهات التربوية الحديثة، وترسخ القيم والمبادئ الإسلامية السامية وروح الولاء للوطن، وتؤكد على الوسطية والاعتدال وتكسب الطلاب المعارف والمهارات والاتجاهات النافعة اللازمة للحياة والتعلم والتعايش الاجتماعي، وتقود إلى التفكير والتأمل والتدبر والتعلم المستمر واستخدام التقنيات ومصادر التعلم.