انتهت الجولة الرابعة من الحوار الذي ترعاه القاهرة بين حركتي «فتح» و «حماس» من دون تحقيق اختراق في الملفات العالقة بين الطرفين، رغم حديثهما عن «تقدم طفيف» في بعض القضايا. وقررت مصر دعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع في 18 أيار (مايو) المقبل، أي بعد يومين من الموعد المقرر لاستئناف الحوار بين الحركتين. (راجع ص 5) وعقد وفدا «فتح» و «حماس» جلسة محادثات أمس، بحضور رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، ناقشا خلالها الخلاف على آلية إجراء الانتخابات وكيفية تفعيل عمل المجلس التشريعي. ومن المقرر أن يغادر الوفدان القاهرة اليوم، على أن يعودا الى عقد الجولة الخامسة من الحوار منتصف الشهر المقبل. وقال القيادي في «فتح» عضو وفدها إلى الحوار نبيل شعث ل «الحياة» إن المحادثات «كانت إيجابية، وعقدنا جلسة مطولة مع وفد حماس بحضور الوزير سليمان الذي لخص لنا ما أنجزناه خلال الجولة الحالية من الحوار والتقدم الذي تم في ملف المنظمة، وأبلغنا بدعوته للعودة مرة أخرى إلى القاهرة في 16 آيار (مايو) لاستنئاف الحوار لمدة يومين، على أن تتم دعوة كل الفصائل إلى حوار موسع بعدها». وأعرب عن أمله في «إنجاز الاتفاق وتوقيعه في حضور الفصائل». وأضاف أن «هناك تقدماً في كل المواضيع. وبالنسبة إلى الانتخابات، تم الاتفاق على نظام القانون المختلط». واعتبر ذلك «بمثابة حلحة لهذا الملف، ومصر ستحسم هذه النسب». من جهته، قال القيادي في حماس محمود الزهار ل «الحياة» إن «الجولة كانت إيجابية وتم إحراز تقدم، لكننا لم نصل بعد إلى مرحلة الاتفاق». وأشار إلى أن ملفي الامن ومنظمة التحرير الفلسطينية «كانا الأكثر تعقيداً». وأوضح أن مصر دعت الفصائل «لعرض الاتفاق عليها للتشاور، أو للمشاركة في جسر الهوة بيننا في حال لم نصل إلى اتفاق». وأضاف: «نحن جئنا للحل، وليس للمناورات أو إضاعة الوقت». ورأى عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق أن ملف الانتخابات «يتطلب اتخاذ خطوة جريئة». وشدد على أن «حماس تريد حل كل القضايا وفق رزمة واحدة، ولن يتم التوصل إلى اتفاق حقيقي إذا لم تُحل كل القضايا العالقة». وأشار إلى أن ملف أجهزة الأمن «أرجئ إلى الجولة المقبلة، بعدما قدم كل طرف تصوراً هو عبارة عن مبادئ عمل للأجهزة في الضفة وغزة». وفي نيويورك، بدأ العمل على مشروع بيان رئاسي يصدر على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال اجتماعهم في 11 أيار (مايو) المقبل، فيما اتخذت الديبلوماسية الروسية بعد التشاور مع دول أخرى في المجلس قراراً بعدم دعوة وزراء خارجية الدول المعنية بالنزاع العربي - الإسرائيلي، «تفادياً لخطب قد تحرج المجلس وتعرقل سعيه إلى تأكيد التزامه حل الدولتين». ولم تتأكد بعد مشاركة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الجلسة الوزارية، ما قد يؤثر بدوره على فكرة عقد اجتماع وزاري على هامش الجلسة لأطراف اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وذكرت مصادر أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد يغيب عن الجلسة في حال غياب كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف. إلى ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز سيلتقي الأسبوع المقبل نظيره الأميركي باراك أوباما، خلال زيارته واشنطن لتمثيل إسرائيل في مؤتمر «لجنة الشؤون العامة الاميركية - الإسرائيلية».