تضاربت تصريحات أعضاء مجلس الشورى حول توصيتين، الأولى طالبت ب «درس إلزام المستفيدين من برنامج إعانة الباحثين عن عمل (حافز) بالعمل في مؤسسات المجتمع المدني»، والثانية تتعلق ب «برنامج للعمل عن بعد»، إذ اعتبر عضوان أن التوصية الأولى أشبه ب «السُخرة» «رجل يعمل بلا أَجر ولا ثمن»، فيما قال رئيس لجنة الموارد البشرية إنه تم الاستئناس برأي مسؤولي «هدف»، وأخذ موافقتهم حول التوصية الثانية. وشهدت جلسة الشورى أمس (الإثنين) جدلاً حول التوصية المقدمة من الدكتور عبدالله الجغيمان، التي دعا فيها الصندوق لإجراء دراسة جدوى حول إلزام مستفيدي حافز ب «الدوام» في مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية بصفة موقتة، مع وضع الإجراءات الملزمة، بينما سقطت توصية الجغيمان لعدم اكتمال النصاب النظامي في التصويت، على رغم أن 73 عضواً أيدوها. وقاد حملة المعارضين عضو المجلس سعود الشمري بتأكيده مخالفة التوصية لمفهوم «حافز»، مبيناً أن منح الدولة الإعانة ليس بالمجان، وإنما للتدريب والبحث عن عمل. وقال الشمري إن «ألزموا العاطلين بالعمل كما تنص التوصية فهذا يعني أن نوظفهم سخرة بألفي ريال»، فيما أوضح الدكتور علي الغامدي أن المأخذ الرئيس بجانب ما ذكر من انتقادات حول هذه التوصية، جعل الكثير من العاطلين ينسحبون من «حافز» أو يترددون في التسجيل فيه، لعدم رغبتهم في العمل بمؤسسات المجتمع المدني، معتبراً ذلك تكريساً للبطالة المقنعة. فيما حاولت لجنة الموارد البشرية في المجلس ممثلة في رئيسها وعضوين من منسوبيها تبرير تبنيهم التوصية بأنها لا تعدو كونها دراسة ليست ملزمة تهدف إلى معرفة مناسبة الأمر من عدمه، وأشار رئيس اللجنة محمد آل ناجي وعضوها هاني خاشقجي إلى تنسيقهم مع الصندوق لمعرفة ما إذا كانت التوصية مناسبة، وأن مسؤولي الصندوق أبدوا موافقتهم عليها وأنها ملائمة. من جهته، أوضح مقدم التوصية الدكتور عبدالله الجغيمان أن الدراسة ستخرج بحلول نهائية من الممكن أن تمنح العاطل مكافأة تشجيعية للعمل في تلك الجهات، وأن تكشف صحة ما إذا كان العاطلون أقل من الوظائف المتاحة فعلياً. وفي السياق ذاته، نجحت لجنة الموارد في إقرار توصية لوضع برنامج باستخدام التقنية يتيح العمل عن بعد، خصوصاً في المناطق النائية، بيد أنه سبق ذاك النجاح تضارب حول تطبيق برنامج العمل عن بعد من وزارة العمل، إذ أكد عضو المجلس الدكتور منصور الكريديس أن البرنامج موجود ومطبّق منذ أربعة أعوام، وأنه تأكد شخصياً من مسؤولي الصندوق، الذين أوضحوا له أن البرنامج من ضمن المشاريع التي يدعمها، إلا أن الدكتورة ثريا عبيد نفت الأمر، وبيّنت أن اللجنة التوجيهية لعمل المرأة في الوزارة ناقشت عمل المرأة عن بعد، واعتمدته نمطاً من أنماط العمل ولم تضع آلية لتنفيذه، مؤكدة «أنه غير مفعل». في حين قال رئيس لجنة الموارد البشرية الدكتور محمد آل ناجي إن مسؤولين من «هدف» كشفوا للجنة عن اعتماد برنامج «العمل عن بعد» لديهم، موضحاً أن توصية اللجنة تنص على المناطق النائية ومن يواجهون صعوبة في العمل لظروف اجتماعية أو صحية. مشاهدات المرأة عنوان الحضارة - أكد الدكتور أحمد الزيلعي في مداخلته أن المرأة والرجل «صنوان»، وأن المرأة أثبتت جدارتها، لذا هي كما قيل «إنما المرأة والمرء سواء في الجدارة.. علموا المرأة فالمرأة عنوان الحضارة»، مشيداً بتوصية تدعم عمل المرأة لأن حظها فيه قليل جداً. التصويت يدوي مجدداً - تكررت مشكلة جهاز التصويت في المجلس، ولوحظ عدد من الأعضاء يلوحون بالكروت الخضر والحمر للتصويت اليدوي، ما دعا أمين المجلس المساعد إلى الاعتذار لتسبب تحديث النظام بهذا الخلل. اللجنة الأمنية: «القيادة فعل مباح» - رأت لجنة الشؤون الأمنية عدم ملاءمة مقترح الدكتور سامي زيدان بتعديل المادة ال 32 من نظام المرور، عازية الرفض إلى أن قيادة المركبات فعل مباح شرعاً ولا يُمنع إلا ما جاء الشرع بتحريمه.