استأنف سعوديون وإيطاليون عمليات التنقيب لاكتشاف أسرار قلعة مارد، الواقعة في محافظة دومة الجندل (منطقة الجوف). وبدأ الفريق السعودي-الإيطالي التنقيب عام 1430ه. بيد أنه توقف. ويعود تاريخ تأسيس قلعة مارد الحربية إلى القرن الأول الميلادي، إذ ذكرتها الملكة الزباء (240-274)، حينما غزتها وقالت: «تمرد مارد وعز الأبلق». وتقع القلعة على ربوة ارتفاعها نحو 600 متر، وتطل على مدينة دومة الجندل، ويعتقد بأنها سميت بهذا الاسم ل«تمردها واستعصائها على من يحاول اقتحامها» بحسب ما ذكر المؤرخ ياقوت الحموي. وتتكون القلعة من طابقين، إذ بني السفلي من الحجارة، والعلوي من الطين. كما توجد أربعة أبراج مخروطية الشكل استحدثت في أزمنة مختلفة بارتفاع نحو 12 متراً، وداخل القلعة بئران وتضم طوابقه غرفاً للحرس والرماية والمراقبة، ويحيط بالقلعة سور كبير من الحجر به، فتحات مراقبة، وللسور مدخلان الأول من جهة الجنوب والآخر من جهة الشمال. وأعيد بناء بعض أجزاء القلعة بين سنتي 1416 و1423ه. وكشفت الحفريات والتنقيب في القلعة سنة 1976 عن خزفيات نبطية ورومانية تعود إلى القرن الميلادي الأول والثاني. وقامت فرقة تنقيب بالانتهاء من التنقيب في شرق القلعة والسور. وبالقرب من القلعة آثار قديمة، منها مسجد عمر بن الخطاب، وسوق دومة الجندل القديم، وحي الدرع والرحيبين التاريخيين، وسور المدينة. ويقوم الفريق بأعمال التنقيب داخل قلعة مارد حالياً. كما يواصل العمل في حفرية سابقة خلف القلعة. وكان المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة الجوف حسين الخليفة وقف على بدء أعمال التنقيب أمس، يرافقه مدير متحف الجوف أحمد القعيد. والتقى مشرف الفريق ثامر المالكي. وأطلع على مرحلة العمل الحالية، واستمع إلى شرح لما يقوم به الفريق وأعضاؤه من أعمال لهذه الفترة. يُذكر أن هيئة السياحة والتراث الوطني وقّعت في العاصمة الإيطالية روما اتفاقاً يتيح لجامعة نابولي الإيطالية استكمال أعمال التنقيب في مواقع سعودية عدة، منها «دومة الجندل»، التي بدأتها عام 1430ه. وجاء هذا الاتفاق على هامش الاحتفالية في العاصمة الإيطالية قبل أسبوعين، بمناسبة مرور 80 عاماً على قيام العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وكانت الهيئة وقّعت اتفاقاً مع جامعة نابولي عام 2009؛ لبدء البعثة بأعمال التنقيب.