ما الفرق بين الإنسان والحيوان؟ لعلك إن وجهت هذا السؤال إلى طفل صغير لأجابك بكل ثقة ومن دون تردد: ميز الله الإنسان عن الحيوان بالعقل، ولكن هل كل البشر يملكون عقولاً؟ دعني اختبر عقلك: فراغ + فراغ = 2، الإجابة بكل تأكيد 1 + 1 = 2، ويقول شخص يدعي العقل و«يتفلسف» نص+ ربع + واحد + ربع = 2، ويرد عليك من هناك احدهم -1 + 3 = 2، إذن الناتج 2 يحتمل لإجابته احتمالات عدة... الإجابة الأولى كانت تقليدية، والثانية كانت متكلفة متفلسفة، والثالثة كانت تنم عن ذكاء. في مجتمع كمجتمعنا سادت عليه الاعراف والتقاليد في كل نهج، واعتاد رفض كل ما هو جديد من باب المحافظة على تراثه وتقاليده، حتى وإن كانت تضعنا في قوالب وتجمد عقولنا وتحصر افكارنا في نطاق معين ونهج فكري محدد، بحجة أن هذه حدود وضعها الدين والخروج عنها سيكون للفاسقين، فالإجابة الأولى سيكون مرحباً بها، والإجابة الثانية ستحظى ببعض الاهتمام، أما الثالثة فستهمش، وإن ناقشتهم بحجة من حججهم تحول الحوار إلى جدال ليعيشوا تناقضاً مع انفسهم، قد تقول لأحدهم قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اطلب العلم ولو في الصين»، ويحق لطالب العلم بالسفر عن طريق بعثات خادم الحرمين الشريفين، فيرد عليك بأن العلم الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو العلم الشرعي. ثم إن المرأة لا يستحب خروجها من المنزل، وقد فضل الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة المرأة في بيتها لقوله «صلاة المرأة في بيتها افضل»، وقال «ما تركت بعدي فتنة اشد من فتنة النساء»، وإن قلت له «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، والمرأة مسلمة، ثم إن في عملها خدمة لدينها ووطنها ومجتمعها، كأن تصبح دكتورة تعالج بنات جنسها فتكون بذلك درأت الفتنة، فتقف العادات والتقاليد حاجزاً منيعاً بين الطرفين فهي سيدة المجلس، فالمرأة لا يصح أن تخرج من بيتها الا إلى بيت زوجها ومن هناك إلى القبر. إذن سيكون الحل بالزواج، ولكن من سيرضى بأن تسافر زوجته ومن اجل ماذا يضحي بهدر حقوقه، فإن كانت تنوي السفر وطلب العلم سيسمح لها زوجها بذلك ولكن بعد أن تتنازل عن كل حقوقها تحت مسمى «زواج مسيار»، وقيل بالمثل المصري «ظل راجل ولا ظل حيطة»، فيكون بذلك تمخض الفيل فولد فأراً، وأنا سأقول كما قال ابن الرومي «ليس الغبي سيد قومه ولكن سيد قومه المتغابي». [email protected]