ثمانية مرشحين هذا هو عدد الراغبين في خلافة الرئيس المستقيل السويسري جوزيف بلاتر على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بانضمام اثنين من الوزن الثقيل إلى قائمة المرشحين أول من أمس (الإثنين)، هما رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وأمين عام الاتحاد الأوروبي جياني إينفانتينو. وتضم لائحة المرشحين البارزين أيضاً رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني الذي تعرّض للإيقاف موقتاً، والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، فيما تبدو حظوظ المرشحين الأربعة الآخرين ضعيفة نسبياً، وهم الأمير الأردني علي بن الحسين والفرنسي جيروم شامباني والترينيدادي ديفيد ناكيد والليبيري موسى بيليتي. وتجري انتخابات رئاسة «فيفا» في 26 شباط (فبراير) المقبل في زيوريخ. أول مرشح من الوزن الثقيل أعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية كان ميشال بلاتيني، المرشح الأوفر حظاً سابقاً، وهو يعيش اليوم وضعية غير مريحة. وعلى رغم ايقافه حتى الخامس من كانون الثاني (يناير) المقبل إلا أن رئيس الاتحاد الأوروبي أبقى على ترشيحه بانتظار قرار نهائي من القضاء الرياضي. ولن يتم درس ترشيح صاحب الكرة الذهبية ثلاث مرات من اللجنة الانتخابية إلى حين رفع الإيقاف أو انتهاء مدته. وهناك عقبة أخرى أمامه هي أن اللجنة الانتخابية ستقوم بتقويم نزاهة المرشحين. ورُفض أحد طلبي بلاتيني لإبطال قرار إيقافه بحسب ما أكد محاميه. الشيخ سلمان عضو العائلة الحاكمة في البحرين مرشح قوي للانتخابات الرئاسية. فهو يرأس الاتحاد الآسيوي منذ عام 2013، ويعرف «فيفا» جيداً لأنه يشغل منصب نائب الرئيس. وسبق للشيخ سلمان (49 عاماً) أن أعلن مساندته لبلاتيني. ويواجه البحريني مشكلات كبيرة، فهو موضع انتقاد قوي من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان لدوره في قمع الانتفاضة الديموقراطية عام 2011، التي يمكن أن تؤثر على قرارات الاتحادات الأوروبية. المرشح المهم الآخر هو الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل رفيق السجن السابق للمناضل نيلسون مانديلا. رجل الأعمال الجنوب أفريقي المزهو بنجاحه في مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لا ينتمي إلى عالم كرة القدم، وهو ما يمكن أن يكون ميزة أو عائقاً لأن رؤساء الاتحادات الأعضاء في «فيفا» هم من يصوتون. وكان سيكسويل عضواً في لجنة تنظيم مونديال 2010 الذي أقيم في بلاده، ويرأس منذ عام 2015 لجنة المراقبة التابعة ل«فيفا» بخصوص إسرائيل وفلسطين. وبحسب مصادر مقربة من «فيفا» فإن عيسى حياتو الرئيس بالوكالة والرئيس القوي للاتحاد الأفريقي منذ عام 1987، لا يحبّذ فكرة تعيين منافس من «القارة السمراء». المرشح الرابع هو أمين عام الاتحاد الأوروبي جياني إينفانتينو، الذي تبناه اتحاده للحفاظ على وجود منافس أوروبي بعد إيقاف بلاتيني وفي حال فشل الأخير في تنظيف سجله قبل موعد الانتخابات. وأوضح بيان للاتحاد الأوروبي «نحن سعداء بترشح جياني»، مؤكداً أنه «يحظى بدعم اللجنة التنفيذية». في الجانب الاخر، الأمير الأردني علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله والخصم الوحيد لبلاتر في 29 أيار (مايو)، يمكن أن يفخر بأنه أحرج السويسري في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أن ينسحب من الدور الثاني. ولكنه حصل وقتها على أصوات من الاتحاد الأوروبي، الذي لن يقدّم له أي هدية في الانتخابات المقبلة بعد انتقاداته الحادة لبلاتيني، عندما وصفه برجل «النظام». غيروم شامباني عمل مدة 11 عاماً في الاتحاد الدولي (1999-2010)، ولكنه إذا جمع هذه المرة الرعاة الضروريين للترشيح، على عكس انتخابات (مايو)، فهو غير معروف كثيراً لدى الأوساط الكروية على غرار المرشح الآخر ديفيد ناكيد القائد السابق لمنتخب بلاده ترينيداد وتوباغو والذي لعب مع غراسهوبرز السويسري. شامباني الديبلوماسي السابق المقيم في زيوريخ، والذي لن يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي لأنه انتقد بلاتيني، يعتقد أن خبرته الطويلة داخل «فيفا» ليست عائقاً، وقال: «للقيام بالإصلاحات، نحن بحاجة إلى شخص يعرف المؤسسة من الداخل». شامباني على غرار ناكيد من بين المقربين لبلاتر، الذي لم يتخل على ما يبدو عن فكرة فرض خليفة له. آخر المنضمين إلى السباق الرئاسي كان رئيس الاتحاد الليبيري موسى بيليتي، الذي أعرب عن تفاؤله بالفوز بقوله: «تقدمت رسمياً بترشيحي لرئاسة فيفا. أنا متفائل جداً بفرصي للفوز، وأعد بأن أدخل تغييرات إيجابية». ولم يتم التأكد حتى الآن إذا ما كان بيليتي يحظى بدعم الاتحاد الأفريقي لأن فرصه بالمنافسة ستكون مختلفة في هذه الحال. ودرست اللجنة الانتخابية كل ملف مع القيام بتقويم نزاهة المرشحين أمس (الثلثاء)، باستثناء بلاتيني الذي سينتظر حتى انتهاء فترة إيقافه.