تضمنت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء إلى فيينا نشاطات ثقافية وإنسانية بالتوازي مع المحادثات السياسية المكثفة التي أجراها وعقد المنتدى الاقتصادي السوري - النمسوي بمشاركة نحو 250 رجل أعمال من البلدين وقعوا 55 مذكرة تفاهم مشتركة. وكان لافتاً أن الرئيس النمسوي هانز فيشر لم يلتزم البروتوكول المقرر للزيارة الرسمية ورافق وعقيلته مارغريت ضيفيهما في مناسبات عدة خارج الجدول الرسمي للزيارة الأولى للأسد إلى فيينا. وبعد «محادثات ماراثونية» تضمنت جلسة رسمية ولقاءات خاصة وعشاء ودي بعيد من الرسميات، وشهدت نقاشاً فكرياً وثقافياً وسياسياً، حضر عدد من أعضاء الوفد السوري عزفاً للسيمفونية السادسة للموسيقار النمسوي غوستاف مولر. وقام الأسد وعقيلته أمس بجولة في متحف نفائس القرون الوسطى الإمبراطورية الذي يضم 15 قاعة تحوي تماثيل ولوحات ومجوهرات يعود بعضها إلى الإمبراطورية الرومانية، بما فيها التاج الإمبراطوري، اضافة الى زيارة قلعة «شون برون» التي كانت المقر الصيفي للإمبراطور. وكانت أسماء الأسد ومارغريت فيشر زارتا مستشفى «سانت آنا» للأطفال، وهو الأول في النمسا، للإطلاع على «الخدمات الطبية الاجتماعية والنفسية التي يقدمها للأطفال المرضى، خصوصاً المصابين منهم بمرض السرطان، بهدف تقديم رسالة اطمئنان وثقة للأطفال والأمهات». وزارت عقيلة الرئيس السوري أول من أمس قرى الاطفال «اس او اس». واعتبرت مصادر رسمية هذه النشاطات «رسالة، ليس فقط عن البعد الإنساني للعلاقة السورية - النمسوية، وإنما أيضاً تعبيراً بليغاً عن أن الشراكة في دعم الطفولة هي رسالة إنسانية نبيلة يتلاقى عندها جميع البشر». ونقلت المصادر عن أسماء الأسد تأكيدها ضرورة «بذل أفضل الجهود من خلال تعاون دولي أكبر لخلق بيئة أكثر احتضاناً للأطفال». ويتوجه الأسد وعقيلته اليوم إلى سلوفاكيا تلبية لدعوة من الرئيس ايفان غاشباروفيتش.