علمت «الحياة» أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستنظم رحلة استكشافية في البحر الأحمر من مرحلتين على ثلاثة مسارات، إذ ستخصص المرحلة الأولى للقيام بعملية مسح للتنوع الجرثومي والمائي ضمن المسار الأول فيما ستشتمل المرحلة الثانية على المسارين الثاني والثالث وسيتم تخصيصها لتقصي الخصائص البيولوجية والجيولوجية في أعماق بركة المياه المالحة المعروفة بمسمى «أتلانتيس تو ديب» وبركة المياه المالحة الأخرى المعروفة بمسمى «ديسكفري»، وسيكون على متن الرحلة مجموعة مكونة من 43 فرداً يشاركون في أبحاث مشتركة ومتداخلة بينهم. وقال مصدر مطلع ل«الحياة»: «ستكون الأبحاث ضمن المسار الأول لرحلة 2010م تحت إشراف معهد «وودز هول» لعلوم المحيطات بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله والجامعة الأميركية في القاهرة، وتتلخص أهداف هذه المرحلة في إجراء مسح شامل واسع النطاق للخصائص المائية والتطورات الحالية في البحر الأحمر لاستكمال قواعد البيانات المعلوماتية التي تعاني من نقص شديد حتى الآن في هذا المجال، فضلاً عن مساعدة المسح في إيجاد نماذج أكثر تطوراً من النماذج المتاحة حالياً فيما يتعلق بدوران وتغير المياه». مؤكداً أن الرحلة التي ستستغرق 18 يوماً في مسارها الأول تهدف إلى جمع كميات من عينات المياه لتحليل التنوع البكتيري والجيني للأحياء البحرية على الساحل السعودي من البحر الأحمر. وزاد: «يركز البحث في المسار الثاني للرحلة على برك المياه المالحة في أعماق البحر الأحمر في الموقع المعروف باسم «أتلانتيس تو ديب» لجمع عينات من مياه أعماق هذه البحيرات ومن حولها لجمع بيانات للدراسة الفيزيائية «الطبيعية» كالحرارة ودرجة الملوحة والضغط، وسيتم أيضاً جمع عينات من المياه لأغراض التحليل البكتيري». وأكد أن الرحلة إلى برك المياه المالحة في «أتلانتيس تو ديب» و«ديسكفري» تهدف إلى جمع عينات من الرواسب في قاع البحر داخل هذه البرك وعلى جوانبها باستخدام أذرع التقاط ميكانيكية ومعدات استخراج عينات جوفية، إضافة إلى أخذ عينات مختلفة للمقارنة على طول مسار الرحلة من جامعة الملك عبدالله حتى الوصول إلى منطقة «أتلانتيس تو ديب» خلال المسار الثالث من الرحلة. إلى ذلك، أوضحت مصادر موثوقة ل«الحياة» أن رحلة جامعة الملك عبدالله العلمية في البحر الأحمر للعام 2010 الساعية إلى تحليل «ديناميكية» الحياة والتفاعل مع البيئة والأحياء في أعماق البحر من سواحل جدة إلى بركة المياه المالحة المعروفة بمسمى «أتلانتيس تو ديب» تهدف إلى تحليل شامل للتنوع الأحيائي على أعماق مختلفة في البحر، وتفحص أي علاقة بين الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، فضلاً عن إجراء بحوث عدة تتعلق بالمادية، والمحتوى الأحيائي، والفصيلة، والقدرة على امتصاص السوائل، وكيماوية المحتوى، والعناصر المكونة لها. وأضافت أن درس سطح بركة المياه المالحة «أتلانتيس تو ديب» في عمق البحر الأحمر يهدف أيضاً إلى التحقق من تركيبة سطح البركة المالحة في عمق البحر، «ويدخل ضمن ذلك: توصيف التعرجات والانحدارات البيئية في نظام البركة المالحة، وعمل توزيع عينة «ميكروبية» وتفحص أية علاقات بين الأحياء الدقيقة والكبيرة إن وجدت». فيما يشمل درس نظام البركة المالحة: درس الأنماط والعلاقات الغذائية بين الفصائل المختلفة للكائنات التي تعيش في قاع البحر من خلال درس البيئة «الجينومية» ذات العلاقة بالنظم الوراثية لتلك الكائنات، وتفحص الآليات الوظيفية وأنماط التكيف لكائنات القاع الحية. وفي سياق متصل، توقعت مصادر علمية أن تخرج الرحلة العلمية بجملة فوائد وتوصيات حديثة، وقالت: «يتوقع وجود رواسب تراكمية تعلو سطح نظام البركة المالحة نتيجة تحركها إلى سطح الطبقة الملحية الكثيفة، ويتوقع وجود تشبع بمعادن الحديد والزنك والنحاس قد يصل إلى 200 ضعف في عمود الماء المفترض فوق البركة المالحة مقارنة بعمود الماء فوق المناطق الأخرى، ويتوقع وجود تشبع بمعادن الرصاص والألومنيوم، واحتمال وجود طبقة كثيفة من المخلفات الكثيفة المحتوية على محتوى عال من الكربون العضوي». وحول الحياة الميكروبية «الجرثومية الدقيقة» توقعت مصادر علمية في «كاوست» وجود درجات عالية من الحرارة، والملوحة، وتركيز أعلى من المعادن، ومستويات مخفضة من المواد العضوية القابلة للأكسدة، إذ تحدد الحياة الميكروبية وفرة ميكروبية تتسبب في تكون طبقة عضوية تتكون من «الكربون والهيدروجين» فوق سطح بركة المياه شديدة الملوحة، «ويفترض أن تبلغ مثل هذه الطبقة البكتيرية ذروة تواجدها على طبقة يتراوح عمقها فيما بين 2015 و2030 متراً، حيث تم العثور على بكتيريا من فصيلة «هالانابوريم» على سطح بركة مياه مالحة مشابهة تقع في شمال البحر الأحمر وتعرف باسم بركة «كبريت» المالحة. وكشفت حاجة الرحلة إلى أربعة موظفين من الجامعة، تتلخص مهماتهم في الآتي: إعداد وتجهيز المعدات اللازمة للرحلة، والقيام بعمليات المعايرة، وإتمام عمليات التعقيم المطلوبة، وجمع عينات من الكائنات الحية ونظم تكاثرها، وتصفيتها وترتيبها، وتحديد العينات، وجمع عينات من الرواسب ونظم تكاثرها، والتفحص البصري، والجمع بحسب متطلبات التحليل، وحفظ العينة، وحفظ عينات الرواسب بالتجميد، وحفظ عينات الرواسب بالمواد الحافظة مثل «الميثانول».