بعد ان تلقى منحة دراسية من جامعة تورنتو في العام 1966، هاجر المصري عادل سدرة (من مواليد عام 1943) إلى كندا، حاملاً شهادة البكالوريوس في علوم الهندسة الكهربائية والاتصالات، وخبرة أكاديمية في التدريس مدّتها سنتان. وسرعان ما حاز شهادتي الماجستير والدكتوراه (في 1968 و1969 على التوالي) في هندسة الكهرباء والالكترونيات الدقيقة Micro Electronics، التي تعتبر القلب من التطوّر في صناعة المعلوماتية والاتصالات الرقمية حاضراً. وتدرّج في السلك الأكاديمي لجامعة تورنتو، على مدار 34 سنة، ليصبح بروفسوراً ثم رئيساً لقسم الكهرباء والكومبيوتر، ثم تسلم منصب نائب الرئيس في الجامعة، ليشغله طيلة تسع سنوات متواصلة. وفي عام 2003، عيّن سدرة عميداً لكلية الهندسة في جامعة واترلو، بمقاطعة انتاريو في كندا. وقد جُدّدت ولايته في هذا المنصب أخيراً لثلاث سنوات، تنتهي عام 2012. ووصف البروفسور جونستن رئيس الجامعة السابق، سُدرة قائلاً: «يسعدني ان ينضم الى عائلتنا د. سدرة، إذ يحمل الى جامعة واترلو الحكمة والادارة والطاقة ليجعل من جامعتنا إحدى أهم المؤسسات التعليمية العالية عالمياً... نحن محظوظون بتعيينه على رأس الهيئة الادارية والتعليمية عندنا». ويشار إلى أن سدرة يتولى حاضراً تدريس الهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر، الى جانب هذا المنصب. اكتشافات تُغني ثورة المعلوماتية في مقابلة مع «الحياة»، أشار سدرة الى ان بحوثه تمحورت في شكل خاص حول علوم الالكترونيات الدقيقة التي وصفها بأنها تركز على النظريات العلمية في مجال تصميم دوائر الاتصالات والاجهزة والنُظُم الآلية. وأوضح ان مجال عمل الإلكترونيات الدقيقة يظهر بوضوح في صناعة الرقاقات الإلكترونية للكومبيوتر، وأنظمة الاتصالات المتطوّرة، وتحديث شبكات الهواتف النقّالة، وتنقية الموجات السلكية واللاسلكية وغيرها. وأكّد أنّه سجّل 3 اختراعات أساسية في هذه المنظومة الالكتروكهربائية. وأوضح ان هذه الاختراعات مُسجّلة باسمه في دوائر البحوث الكندية والاميركية. وإضافة الى ذلك، انتخب سدرة زميلاً لعدد من الجمعيات العلمية ابرزها «معهد الهندسة الكهربائية والالكترونية» (1984) و «أكاديمية الهندسة الكندية» (1995) و «الجمعية الملكية الكندية» (2003). وكذلك عُيّن مستشاراً للصناعة في حكومتي كندا والولايات المتحدة، وانتخب عضواً في «مجلس ادارة تكنولوجيا المعلومات» و «مركز البحوث الكندي»، وفي «فريق التقويم العلمي لبرنامج البحوث والصناعة والتكنولوجيا» في مقاطعة انتاريو، وفي «المعهد الكندي للبحوث المتقدمة». ويتولى حاضراً تحرير سلسلة كتب علمية متخصصة عن الهندسة الكهربائية وهندسة الحواسيب، تنشرها مطابع في جامعة أوكسفورد. وحصل سدرة على عدد وافر من الجوائز تقديراً لنشاطاته تعليمياً وإدارياً، منها «جائزة الجمعية الاميركية للتعليم الهندسي» (1996) و «وسام الاستحقاق العلمي - الالفية الثالثة» من «معهد الهندسة الكهربائية والالكترونية»، و «جائزة التميّز للفنيين والمهندسين»، و «وسام شرف من جمعية خريجي الهندسة»، و «ميدالية التعليم الذهبية» من «المؤسسة العالمية للهندسة والالكترونيات الدقيقة»، مع الإشارة الى أن سدرة كان أول من ينال تلك الجائزة من العلماء العرب في قارة أميركا الشمالية. وإضافة إلى ذلك، جرى تكريمه بثلاث شهادات دكتوراه فخرية، الاولى في العلوم من «جامعة كوينز» ( 2003)، والثانية في القانون من جامعة تورونتو (2005) والثالثة في الهندسة من «جامعة ماكغيل» في مونتريال (2007). وقد نوّهت مجلة «ساينتس» Scientists العالمية، بالمستوى الراقي من التكريم الذي ناله سدرة، مبيّنة دلالاته علمياً وأكاديمياً، ما يعتبر أمراً نادراً بين علماء كندا. وفي سياق عمله علمياً وتكنولوجياً وأكاديمياً، استطاع سدرة ان يشرف على تخريج ما يزيد على 65 دارساً من طلبة الماجستير والدكتوراه. ووضع سدرة ثلاثة مؤلفات تعتبر مراجع علمية للطلاب والباحثين، اهمها «الدوائر الالكترونية الدقيقة Microelectronic Circuits، الذي طُبع خمس مرات، كما نُشر بعشر لغات، واعتُمِد في عدد من الجامعات الراقية المستوى. ويفيد سدرة ان عدد النُسخ المطبوعة من كتابه هذا، وصل الى مليون نسخة.