قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن وحدة الوطن وقوته تفرض مسؤولية جماعية في الذود عنه، في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين. وحذّر خادم الحرمين أعضاء مجلس الشورى السعودي، في كلمة استهل بها أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة للمجلس أمس (الأحد) في الرياض، من أن «الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعاً منه».وأهاب بهم أن يدركوا أنها إذا أصبحت «أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الاتهامات جزافاً كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا». لكنه شدّد على أن ذلك «لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء». وأشار إلى ما تحقق من إنجازات لكنه قال إن ذلك لا يلبي طموحاتنا جميعاً. وأكد أن السعودية ستواصل حرصها على تبني قضايا الأمة العربية والإسلامية. وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن حكومته وفّقت في تنفيذ سياسة شاملة تغطي ميادين عدة، داخلية وخارجية، ووصلت فيها إلى نتائج إيجابية. لكنه شدّد على أن «هذا لا يعني الرضا المطلق». وأكد أن السعودية ستواصل عملها الأمني «لإفشال كل المخططات الإرهابية واستئصال شأفة الفئة المنحرفة وتجفيف منابع الإرهاب». وأشاد الملك عبدالله ب«بسالة أبنائنا أفراد القوات المسلحة وجميع أبنائنا أفراد القطاعات العسكرية الأخرى الذين شاركوا في دحر العدوان على الحدود الجنوبية للمملكة، «حيث وقفت المملكة – بتوفيق الله – بصلابة في وجه هذا العدوان المشين، وتمكنت بحمد الله من صد المعتدين ودحرهم وتأمين الحدود وتطهيرها». وأكد خادم الحرمين الشريفين عزم حكومته على الاستمرار في جهودها الرامية إلى «تبني مشروع خطاب إسلامي يقوم على الحوار والتسامح وتقريب وجهات النظر، وإزالة سوء الفهم، ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة». وأشار إلى استمرار العمل في التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام من الجهة الشمالية، ومشروع قطار الحرمين السريع، ومشروع قطاع المشاعر المقدسة. وقال: «سوف نبذل كل ما في وسعنا لمواصلة الجهود بإذن الله من أجل استمرار توفير سبل الأمن والراحة للحجاج والمعتمرين والزائرين». وتطرق خادم الحرمين في كلمته إلى جهود حكومته لدعم البرامج الحكومية المتعلقة برفاهية المواطنين. وأكد أن حكومته أنشأت جامعات جديدة ليصل عدد الجامعات في السعودية إلى 25 جامعة «سُهلت لها جميع الموارد والإمكانات المتاحة وبدعم غير محدود». وقال خادم الحرمين إن المملكة لم تتأثر كثيراً بالأزمة المالية العالمية، وواصلت تنميتها بخطى ثابتة. وأضاف: «لم ولن نتوقف عن تهيئة البيئة الملائمة لمساهمة مؤسسات القطاع الخاص ونموها (...) وجعلها شريكاً استراتيجياً في مسيرة التنمية الشاملة». وشدد على أن السعودية ستواصل «نهج الاعتدال والمحافظة» على ثروتها النفطية. وأوضح أن النهج السعودي المعتدل تجاه الوضع النفطي العالمي أدى إلى الحد من التقلبات الضارة في الأسعار، كما أسهم في زيادة دخل الدولة السعودية من النفط عن تقديرات الموازنة. وشدّد الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن مواقف بلاده تتسم ب «الوسطية والعقلانية والحكمة». وقال إنها ستستمر في «نهجها المتسم بتقديم المساعدات الإنسانية ونصرة القضايا العادلة وتوسعة دائرة المساعدات لتشمل بلداناً كثيرة ومنظمات إنسانية وصناديق دولية متعددة». خادم الحرمين : مواصلة ترسيخ «الأمن» وخطاب «الحوار والتسامح» ودعم «رفاهية» المواطنين آل الشيخ مخاطباً الملك عبدالله: نعلم أن طموحاتكم أكبر من إنجازاتنا «أعضاء شورى»: مضامين الكلمة أبرزت الملامح التي تقوم عليها بلادنا المفتي يؤكد أن خادم الحرمين يرمي إلى تجميع القلوب وتوحيد الصف