أربع فتيات وصبيان في سن المراهقة يعشقون الموسيقى ويدرسونها على مدار العام. هؤلاء هم أبطال المسلسل الكارتوني «ايام المراهقة» الذي يعكف المخرج الإيطالي ماوريتسيو نيكيتّي على الانتهاء منه ليقدّم في الخريف المقبل على شاشات التلفزيون الإيطالي «راي». العمل الذي عرضت مشاهد منه في مهرجان «كارتونز أون ذي باي» في مدينة رابالّو الساحلية الإيطالية، مستقى من مسلسل «هاي سكول ميوزيكال» الأميركي، لكن الجديد في الأمر، كما يقول نيكيتّي، هو ان «التحريك في خدمة الموضوع، أي الموسيقى». يقع المسلسل في 26 حلقة بطول نصف ساعة للحلقة الواحدة، وهو موجّه للأطفال ما قبل سن المراهقة. ويروي، بحسب نيكيتي، «يوميات الأبطال الستة ويتابعهم خلال العام الدراسي الذي ينتهي بحفلة يعرضون فيها أطروحاتهم الدراسية. إنهم موزّعون بين المدرسة والعائلة والمعلمين والدراسة والأصدقاء». وعلى رغم العلاقة القديمة التي تربط ماوريتسيو نيكيتّي بعالم الكارتون والتحريك، يمثل العمل الجديد اول تجربة إخراج مسلسل تحريك يتولاها. ويتذكر بحنين بدايات عمله مع استاذ الكارتون الإيطالي (والعالمي) برونو بوتسيتّو: «في بداية حياتي السينمائية عملت كثيراً في استوديو برونو بوتسيتّو. كان الاستوديو بمثابة الفردوس. لم أكن قد تجاوزت العشرين من العمر، بالضبط مثل الأشخاص السبعين الذين كانوا يعملون آنذاك في ذلك الاستوديو الذي كان يديره من هم أكبر منّا بعقد واحد فقط. كانت الأجواء شبابية، وكنّا نشعر برغبة كبيرة في المتعة والضحك المتواصل. أذكر جيداً أننا تمكنّا في غضون ثلاث سنوات فقط من إنتاج أربعة أفلام طويلة، ثلاثة منها عن شخصية «السنيور روسّي» والرابع حمل العنوان الأوبرالي «Allegro ma non troppo». كان العمل في ذلك الاستوديو مثل التدريب المتواصل في ناد رياضي. تعلمّت فيه كل شيء ابتداءً من المونتاج والدوبلاج وكتابة السيناريو. على رغم ذلك لم أخرج عملاً كارتونياً أبداً من بدايته حتى النهاية كما هي الحال مع هذا العمل الذي يعتمد في الأساس على شخصيات واقعية». ويضيف: «مشاركتي الوحيدة في عمل كامل كانت من خلال التعاون مع المخرج غويدو مانولي في الفيلم الذي أنجزه عن حياة بطل الوحدة الإيطالية جوزيبي غاريبالدي وكان بعنوان «بطل العالمين». باختصار هناك، في ذلك الاستوديو، تعلّمت السينما. وحين أنجزت عملي الأول «راتاتابلان» – مزج بين الشخصيات الطبيعية والكارتونية - وضعت كل ما تعلّمته موضع التنفيذ العملي. وقد افتتح هذا العمل موسماً مهماً في السينما الأميركية ثم أنجزت أفلاماً مثل «روجر رابيت» و»العودة إلى المستقبل» لروبيرت زيميكيس». بالإضافة إلى عمله الاخراجي يدير ماوريتسيو نيكيتّي اليوم مهرجان ترينتو للفيلم الوثائقي: «أحببت هذا المهرجان منذ دُعيت لأكون عضواً في لجنة التحكيم فيه، وبعدما أنيطت بي ادارته زاد عدد روّاده من ثلاثة آلاف إلى خمسين ألفاً». ويسأل: «أليس هذا مفرحاً جداً؟».