يملك انتر ميلانو حظاً وافراًً لبلوغ نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقرر أواخر أيار (مايو) المقبل في مدريد. وكان تقدّم تشلسي الإنكليزي بهدفين في مقابل هدف في ذهاب الدور الثاني. وتنتظره مباراة صعبة إياباً يوم 16 الجاري على ملعب ستامفورد بريدج في لندن. النادي اللومباردي سيطر في السنوات الأربع الماضية على كرة القدم الإيطالية، في ظل انغماس يوفنتوس في فضيحة التلاعب بالنتائج، وترهل لاعبي جاره آ. سي ميلان وصيف ريال مدريد في عدد مرات إحراز اللقب الأوروبي. وعلى رغم تألّق ال»نيراتزوري» على ساحة «سيري أ» (الدوري الإيطالي للدرجة الأولى)، إلا أن إدارة ماسيمو موراتي لم ترضَ بالألقاب المحلية، فأقالت «المواطن» روبرتو مانشيني واستدعت على عجل البرتغالي «المشاغب» جوزيه مورينيو بطل أوروبا سابقاً مع مواطنه أف. سي بورتو. كان واضحاً من قدوم مورينيو نيّة إدارة موراتي «عبوراً أوروبياً مظفراً»، أي سحب نجاح إنتر المحلي إلى القارة بأكملها. لكن دون ذلك عقبة إزاحة برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وتشلسي وآرسنال، فضلاً عن شيء من الحظ. غاب اللقب الغالي عن خزائن انتر منذ حصده له مرتين توالياً عامي 1964 و1965. وحتى في ظلّ وجود ثلاثي الماكينة الألمانية لوثار ماتيوس ويورغن كلينسمان وأندرياس بريمه، اكتفى بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1991، بعدما تُوّج بلقب كأس العالم 1990 في إيطاليا بالذات. بعد فوزه 2 – 1 على تشلسي على ملعبه «جوزيبي مياتزا»، قال «الثعلب» مورينيو إن تشكيلته طوت صفحة الماضي المنحوس، وأن النادي سيفكّ عقدة البطولة الأوروبية، وزاد: «أظهرنا أننا فريق يستحق المشاركة في دوري الأبطال. لو كنّا نشارك في مسابقة أوروبا ليغ (كأس الاتحاد الأوروبي سابقاً) لكنّا بين المرشحين، لكن دوري الأبطال مختلف تماماً». ولا شك أن تاريخ انتر المتخم بالخيبات في أوروبا، سيلقي بظلاله على عاتق مورينيو في مباراة الردّ الثلثاء 16 الجاري، إذ سيسعى إلى انتزاع بطاقة ربع النهائي من «منزله» السابق، ومن اللاعبين الذين نشأوا على يديه. واعترف أنه سيكبت عواطفه، وأضاف: «يجب أن أكون محترفاً كما كنت في مباراة الذهاب، كان لاعبو تشلسي كذلك. في ستامفورد بريدج، لا أريد سوى رؤية الناس تفرح بعودتي لأننا تشاركنا لحظات جميلة كثيرة في الماضي». مصير انتر ميلان معلّق بمورينيو، وعقدة انتر قد تُحلّ من خلال حلال العقد «المميز» الذي يدرس الخصم بتأن، لكن تصرفاته الميدانية ومن خلال تصريحاته، تلهب الحماسة وتكون نارية أحياناً، و»تشعل» جدالاً لا ينتهي. وهي لا تعجب بعضهم خصوصاً في إيطاليا، حيث اعتُبرت تصرفاته في مباراة سمبدوريا الأخيرة خارجة عن المألوف، ولا تليق بمدرب كبير.