صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت - عمّان) كتاب جديد لزياد بن عبدالله الدريس، مندوب السعودية في منظمة اليونيسكو في باريس، عنوانه «مكانة السلطات الأبوية في عصر العولمة». ينبه المؤلف قرّاء الكتاب الى أنه يتقصد الأسئلة أكثر من كونه يعلّب أجوبة جاهزة، لذلك «قد يبدو متحيزاً ضد العولمة وضد المعلم، بينما الصورة الحقيقية هي أن أداء دور «المتحيز ضد...» يتيح مجالاً لاثارة أسئلة ونقاشات أكثر من تلك التي تأتي في حال «المتحيز مع...». ولذا، أيضاً، حرص المؤلف على ألا يغلق النقاش في كل فصل من هذا الكتاب برأيه «الوصفة» التي يعالج بها اشكالات العولمة ومشكلات التعليم». الكتاب، قسمان، وعناوين القسم الأول هي: منشأ العولمة، أضرارها ومنافعها، تأثيراتها على الهوية، ثقافة السوق، العولمة والعالم العربي، العولمة والتعليم، الموقف من العولمة. وعناوين القسم الثاني هي: تعظيم المعلم وتحقيره، طوباوية الواجبات، المكانة، النسبية الثقافية، الرضا المهني، أفول المعلم. والكتاب، هو خلاصة لمضامين أطروحة دكتوراه فلسفة في الدراسات الحضارية، أنجزها المؤلف لدى جامعة موسكو الحكومية التربوية، قسم سوسيولوجيا الثقافة، عن «تحولات التعليم في العالم العربي في ظروف العولمة»، وعلى رغم اعادة صياغة لغة البحث وعناوينه بالأسلوب الملائم للنشر في كتاب، إلا أنه تم الابقاء على معظم مضامين وبيانات البحث كما هي، منذ تاريخ كتابته في 2005، على رغم قناعة الباحث بأن بعض أفكار البحث تقادمت، أو تكشفت بصورة لا تحتاج الى تحليل وتأويل، كما أن الأرقام قد جرى تحديثها ما بين عامي 2005 و 2009م الآن، باستثناء الاستدراك الالحاقي الذي وضعه المؤلف في خاتمة الكتاب، مستجلباً أحدث البيانات والأرقام حول اشكالية البحث الختامية. وتخلّق الكتاب في قسمين رئيسيين، الأول: عن التأثيرات السوسيوثقافية والتربوية للعولمة، وتأثيراتها في الهوية، من منظور كوني عام. ثم تضيق دائرة المنظور لتتناول تأثيرات العولمة في الهوية العربية والاسلامية، وتحديداً في المخزون التربوي والتعليمي. أما القسم الثاني فيتناول بصورة أكثر تحديداً مكانة المعلم في عصر العولمة، كأنموذج جلي لتأثيرات العولمة في مكانة السلطات الأبوية، حيث تتم مقاربة سوسيولوجية لمفاهيم المكانة والهيبة والرضا.