عند الحديث عن كُتاب الرأي والعقبات التي تواجههم، دائماً ما يحمّل المسؤولون في الصحف أو الجهات المختصة كوزارة الإعلام مثلاً، مسؤولية «تحجيم الحرية» لكن من النادر أن يعثر على منادٍ يحمّل الكتاب مسؤولية ضعف تأثيرهم في المجتمع سواء كانوا مقيدين، أو خائفين، أو حتى لأنهم ليسوا على مستوى المهمة. من المتفق عليه، أن مهمة الكاتب جلب الجديد المفيد، والدفاع عن الأصول التي يؤدي العبث بها إلى هدم المجتمع، والسؤال هنا يقول: هل كُتاب الرأي في السعودية قادرون على تحمُّل مسؤولية كهذه؟ وهل هم مؤهلون لذلك؟ ولا سيما عندما يرى كتاباً يستخدمون أقلامهم للتلميع أو التقرب أو بناء العلاقات، وأحياناً لتصفية حسابات شخصية. دائماً ما كان الكتاب والمفكرون والعلماء منتشلين لشعوبهم، من الظلم والجهل والرجعية، والأمثلة كثيرة، بدءاً من نهضة أوروبا التي كافح مفكروها وكتبوا في ظروف قاسية؛ أحياناً من دون توقيع، خوفاً من استبداد الكنيسة آنذاك، لكنهم نجحوا في النهاية. القيود التي توضع على الكاتب في الغالب تكون «وهمية» بحسب ما يشير إليه رؤساء تحرير سابقون تحدثوا ل «الحياة»، والدليل أن معايير النشر تختلف من صحيفة إلى أخرى، وهو ما يعني ان الأمر لا يعدو عن كونه «اجتهادات بحتة». لكن رؤساء التحرير أنفسهم عندما يكتفون بالكتابة فقط مع نزولهم عن كراسي السلطة الرابعة، يتذمرون من تلك القيود التي من الوارد أنهم صناعها، ويحاولون التمرد عليها، بعد أن أصبحت الرقابة مسؤولية آخرين، أليس هذا تناقضاً؟