أكد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» سابقاً الدكتور هاشم عبده هاشم أن رئاسة التحرير تحكمها سياسات وتوجهات مرسومة داخل كل صحيفة، «بدليل اختلاف كل صحيفة عن سواها في منهجيتها ونظرتها». وقال: «عندما تكون رئيساً تضع في حسبانك أموراً عدة، كطبيعة التناول، إطار التوجهات المرسومة للصحيفة، والسقف النهائي الذي يمكن الوصول إليه، أو التوقف عنده». وبخصوص وجود محاذير يضعها رؤساء التحرير، أكد أنها ليست من صناعتهم، فهناك عوامل عدة تتحكم في وضع الحدود، منها نظام المطبوعات والنشر الذي وضعته وزارة الإعلام. وأوضح أن اجتهادات رئيس التحرير تخضع في المقام الأول للتقدير، «فهو يتخيل سقفاً ويرسم رؤية ما، ويضع الخطوط العريضة» مؤكداً أن مدى الرقابة «مسألة تقديرية بحتة». وعما إذا كان يضع قيوداً خلال رئاسته لتحرير صحيفة «عكاظ» تزيد عن القيود التي تفرض عليه خلال كتابته، أكد أن رئيس التحرير ليس من يجيز مقالات الكتاب، أو يتواصل معهم، وإنما يضع الخطوط العريضة، ويكلف أشخاصاً بتنفيذها، يجتهدون بدورهم لتنفيذ التعليمات. وشدد على أن العلاقات والثقة المتبادلة بين رئيس التحرير وأصحاب القرار، واستيعابه لسياسات الدولة، وفهمه وتصوره للأمن القومي، معتبراً أن التحدي الأكبر الذي يواجه مسؤولي الصحف مدى الثقة التي يحصلون عليها من القارئ والمسؤول على حد سواء، والجمع بين رأييهما. لكنه أشار إلى أن مدى القرب من القارئ ومن أصحاب القرار يحتمل احتمالين، «فأحياناً ما ينعكس سلبياً، عبر تأويل معين سلباً، وفي المقابل يمكن أن يكون القرب إيجابياً لأنك ستجد من يفهمك أكثر». وقلل هاشم من وجود «فروق بين ما يمكن وما لا يمكن»، معتبراً ان الشجاعة أحياناً تعود إلى عدم تقدير العواقب والجهل بها.ونوه إلى أن رئيس التحرير لا ينظر إلى ما يكتبه كرأي، وإنما مجمل من الأفكار والرؤى المتعلقة بالصحيفة التي يديرها، «لكني ككاتب رأي أعبر عن ذاتي». وفي ما يخص لجوء كتاب إلى تسريب المقالات الممنوعة من النشر إلى مواقع الانترنت، وصف هاشم الأمر بأنه «مسألة أخلاقية بحتة»، مشيراً إلى أنه في حال وجود عقد بين الصحيفة والكاتب فإن من المفترض على الكاتب الرضى بسياسة الصحيفة التي يكتب بها، كما أن من حقه معرفة كل جديد يطرأ في المتغيرات المحيطة بعملها، «أما إن كان الأمر غير مربوط بعقود فإن من حق الكاتب نشر رأيه في أي مكان أحب».