قتل 35 على الاقل من مسلحي الحزب الاسلامي بزعامة رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار ونحو 15 من حركة «طالبان»، في معارك كثيفة اندلعت في ولاية بغلان شمال افغانستان أمس، اثر رفض الحركة الافراج عن مقاتلين في الحزب. ويقيم حكمتيار علاقة ملتبسة مع عناصر «طالبان» الذين تواجهوا مع قواته خلال غزوهم افغانستان، ويتحالف معهم بحسب الظروف لتنفيذ عمليات ضد القوات الدولية او الافغانية. وفي باكستان، رجح وزير الداخلية رحمن مالك بنسبة كبيرة أمس، مقتل قائد حركة «طالبان» في اقليم باجور القبلي (شمال غرب) الملا فقير محمد في غارة جوية نفذتها مروحيات للجيش على منزل في منطقة تهسيل باندي اول من امس، حيث قتل 30 مسلحاً على الأقل، يعتقد بأن بينهم قائد الحركة في اقليم سوات القبلي فتح محمد، وقيادي ثالث هو قاري ضياء الرحمن. وقال الوزير: «لن استطيع تأكيد مقتل الثلاثة الا بعد العثور على جثثهم، لكن نجاتهم من الغارة ستكون معجزة»، فيما امتنع الجيش عن تأكيد الخبر استناداً الى افادات مواطنين. ويعتبر الملا فقير محمد احد أشهر وأقوى قيادي الحركة في منطقة القبائل، ويقود حوالى خمسة آلاف مسلح سيطروا على اقليم باجور عامي 2007 و2008، قبل ان تشن القوات الحكومية عملية واسعة لاستعادة الاقليم منتصف العام الماضي. وزاد أهمية الملا فقير اعلان الأميركيين العام 2006 أنه يعمل لحساب تنظيم «القاعدة»، وأنه وفرّ ملاذاً لقادة من التنظيم وناشطين في باجور المحاذية لولايتي كونار ونورستان الافغانيتين اللتين تشكلان قواعد خلفية لكل من الحزب الإسلامي، و»جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة السلفية» التي انضم مقاتلوها إلى «طالبان» اخيراً. ويرتبط مقاتلون عرب كثيرون بعلاقات مصاهرة مع سكان باجور. وأقام عدد منهم في المنطقة، ما جعل سكانها يقدمون لهم الدعم والمأوى بعد اطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001. وفي كانون الثاني (يناير) 2006، اغارت طائرات استطلاع اميركية من دون طيار على منطقة دامادولا القبلية الباكستانية وقتلت 16 شخصاً بعد معلومات استخباراتية عن دعوة الملا فقير الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري، المتزوج من شقيقة القائد الطالباني، الى عشاء. وتحدث الاميركيون حينها عن سقوط أربعة من قادة «القاعدة» بينهم «أبو خباب المصري»، ولكن لم تثبت صحة ذلك، علماً ان «ابو خباب»، خبير المتفجرات الأول في التنظيم، قتل في غارة استهدفته بعد سنتين في اقليم شمال وزيرستان. وفي حال تأكيد مقتل الملا فقير، سيشكل ذلك إحدى أكبر الضربات الموجهة الى «طالبان باكستان» بعد اغتيال زعيمها بيت الله محسود في آب (اغسطس) 2009، والحديث عن إصابة خلفه حكيم الله محسود، في وقت تواجه الحركة منذ منتصف العام الماضي غارات اميركية متواصلة وعمليات واسعة للجيش الباكستاني. الى ذلك، قال قائد الأمن السابق في منطقة القبائل محمود صالح ان القادة الثلاثة سيهدئ الوضع العسكري في باجور والمناطق المجاورة، ما يمهد للاهتمام بملف افغانستان، في ظل سعي الولاياتالمتحدة الى حل سياسي يضمن سحب قواتها من أفغانستان ومشاركة «طالبان» في حكومة وحدة وطنية.