انتقلت رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موقتاً الى «رأس مستعار» أمس وحتى اشعار آخر، اي إلى الكاميروني عيسى حياتو بعد قرار لجنة الأخلاق في الاتحاد تجميد مهمات رئيسه السويسري جوزف بلاتر (79 سنة) ومسؤولين آخرين في ضوء تحقيقات في فساد ينخر جسد الاتحاد. وشملت عقوبات اللجنة الأمين العام جيروم فاكلاف (54 سنة) ونائب الرئيس ميشال بلاتيني (60 سنة)، وهما أبرز مرشحين لخلافة بلاتر على رأس «فيفا» خلال انتخابات الجمعية العمومية في شباط (فبراير) المقبل. وطالبت اللجنة الاولمبية الدولية على الفور ب «مرشح موثوق فيه من خارج عالم كرة القدم وعالي النزاهة» لترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد. (راجع ص 19) وسيتولى حياتو الرئاسة حتى انتخاب خلف لبلاتر، علماً أنه يتولى حالياً منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ونائب رئيس «فيفا»، ولن يترشح لرئاسة الاتحاد الدولي. وهو وعد أمس بالعمل على «إصلاح» الاتحاد بهدف «استعادة ثقة الجماهير» في ظل مزاعم الفساد التي تُحقق بها السلطات الأميركية والسويسرية. وشملت عقوبات اللجنة بلاتر وفاكلاف وبلاتيني الذين أوقفوا لمدة 90 يوماً، إضافة إلى النائب السابق لرئيس «فيفا» تشنغ مونغ - جوون الذي صدرت ضده عقوبة تجميد لمدة ست سنوات. وتوجّه هذه العقوبة ضربة قوية لحظوظ مونغ - جوون وبلاتيني اللذين يأملان في خلافة بلاتر. وجاء في بيان لجنة الأخلاق إن قرارات التجميد في حق بلاتر وبلاتيني وفاكلاف تأتي في ضوء تحقيقات الفساد التي يقوم بها محققوها، وهي تعني منعهم من القيام بأي نشاط يتعلق بكرة القدم خلال فترة المنع، علماً أنهم ينفون ارتكاب أي مخالفات. ويقود بلاتر اتحاد «فيفا» منذ العام 1998 وكان يُعتبر حتى الآن في قلب صناعة القرار، لكنه الآن يواجه منعاً من مزاولة عمله بسبب تحقيق جنائي فتحه ضده الادعاء العام السويسري قبل أسبوعين. وهو متهم بتوقيع عقد ليس في مصلحة «فيفا»، وبتقديمه أموالاً لبلاتيني الذي يرأس في الوقت ذاته اتحاد كرة القدم الأوروبي (يويفيا). وتُحقق لجنة الأخلاق في «فيفا» في مبلغ مليوني يورو حصل عليها بلاتيني قبل تسع سنوات نتيجة عمل استشاري قام به لمصلحة بلاتر. أما فاكلاف فكان أصلاً في إجازة إجبارية من منصبه في «فيفا» في ضوء مزاعم صحافية نُشرت الشهر الماضي وورطته في خطة لجني مكاسب من بيع بطاقات حضور نهائيات كأس العالم. وتأتي عقوبات التجميد الحالية بعدما وجهت السلطات الأميركية في وقت سابق هذه السنة اتهامات بالرشوة والابتزاز إلى 14 من مسؤولي اتحاد «فيفا» أو المرتبطين به. وفي الوقت ذاته، فتحت السلطات السويسرية تحقيقاً موازياً في عملية التصويت على منح روسيا وقطر حق استضافة نهائيات كأس العالم للعامين 2018 و2022. وعلى رغم ذلك، تمسك بلاتر بالبقاء على رأس «فيفا» ونجح في 29 أيار (مايو) الماضي في الفوز بولاية خامسة، لكنه أعلن بعد أيام فقط أنه سيتنحى من منصبه بسبب مزاعم الفساد ضد الاتحاد. ومن المقرر ان تُطوى صفحة 17 سنة من قيادته «فيفا» في 26 شباط (فبراير) المقبل خلال مؤتمر طارئ للاتحاد الدولي لكرة القدم لاختيار خليفته وسط توقعات قوية بأن المنصب يمكن أن يؤول إما إلى بلاتيني أو تشنغ وهو بليونير من كوريا الجنوبية.