فتحت الجهات المختصة تحقيقاً موسعاً لتحديد الأسباب الرئيسة، وراء غياب الملف الأخضر (العلاقي) عن صالة صرف تعويضات المتضررين في كارثة جدة!، مقدمة خبراً «نسجها» أحد الظرفاء من خياله، بهدف التعبير «الفكاهي» عن ملاحظة رصدها حول غياب ملحوظ ل«رفيق درب السعوديين» في غزواتهم الساعية إلى اقتناص غنيمة «الوظيفة»، على مختلف أجيالهم. ولعل المار بصالة «صرف التعويضات» التي خصصتها إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة لن يجد صعوبة في افتقاد «رمز البطالة الأول»، (نسبة إلى ارتباطه ب «العاطلين» أو الباحثين عن فرصة وظيفية)، إذ إن أغلب المتضررين قرروا ومن دون اتفاق مسبق، تطليقه ب «الثلاثة»، والاستعانة بملفات أخرى ذات ألوان مختلفة متوافقة مع «موضة» العام الميلادي 2010، «لذا فليطمئن الجميع، إذ إن إطلاق «العيون» للبحث في زوايا صالة الصرف عن «عدو العاطلين»، أضحى أمراً طبيعياً جداً، ولا يدعو للقلق كونه لا يندرج تحت أي «أعراض مرضية». ويمكن الخلوص إلى أن التنازل عن «الملف الأخضر» على رغم علاقته «الحميمة» مع السعوديين، والممتدة إلى أكثر من 50 سنة يعود، بحسب المراقبين، إلى مسببات عدة، (منها: عدم تصدره وعلى غير العادة قائمة الاشتراطات التي حددتها اللجان الخاصة بصرف التعويضات)، أو لأسباب أخرى مرتبطة ب «الصدفة» أو بالمبدأ الشعبي المعروف «الجود من الموجود»، كما يؤكد المحلل النفسي مستشار العلاقات والشؤون الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي، الذي شدد على أن الحالة النفسية للمتضررين تجبرهم على التفكير في اختيار هدف واحد فقط، يتلخص في كيفية الحصول على «التعويض»، بعيداً عن أي أهداف أخرى «سواء كانت الأوراق مجموعة في ملف أو لا»، ويقول: «أعتقد أن اتجاه المتضررين لعدم استخدام الملف الأخضر يعد خطوة إيجابية، لأنه يرمز إلى التخلف في ظل التطور التقني الذي يشهد العالم». وهنا، يتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد مع الغامدي في إبداء سعادته بغيات «رفيق درب السعوديين»، ويرى «أن لا دور للتراكمات النفسية في غيابه عن صالة صرف التعويضات لمتضرري سيول جدة»، ويقول: «هنا أسباب أخرى، أهمها النجاح في «التسويق التجاري» خصوصاً من قبل الشركات الصينية التي أغرقت السوق بمنتجاتها، فيما يتعلق بالملفات»، ويضيف «يجب أن نكون واقعيين، ونستفيد من أدوات التطور التقني، فهذه الأشياء لا مكان لها حالياً في حياتنا، يجب أن نكون حريصين على تنمية قدرتنا للمساهمة في تطور بلادنا ووضعها في موقع الريادة على مستوى العالم».