صدرت أمس سلسلة مواقف لبنانية تفاوتت بين مرحب ومؤيد ومنتقد لعدم تمثيله في هيئة مؤتمر الحوار الوطني التي شكلها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان. وأكد وزير العمل بطرس حرب أنه لم يعد مؤمناً بجدوى انعقاد طاولة الحوار واستمرارها لأنها «تحولت الى إطار للتطمين والتحذير وليس الى إطار للحوار والحل والتوافق». وقال رداً على سؤال أمس: «ما عزز اقتناعي بعدم جدوى انعقادها، هو المواقف المسبقة القاطعة للحوار وإمكان الاتفاق على استراتيجية دفاعية. مواقف رافضة للحوار وفارضة لنتيجته كموقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن الاستراتيجية التي اتبعها حزب الله هي المطروحة للإقرار ولا مجال للبحث في تغييرها، أو كموقف العماد ميشال عون الذي يعتبر أن سلاح حزب الله ليس مطروحاً على البحث على طاولة الحوار. فلماذا الحوار حول هذا الأمر؟ وما جدوى استمراره»؟ وأمل ب«ألا يكون تشكيل الطاولة يرمي الى إبعاد كل من له معرفة باتفاق الطائف والحوار بحيث يتم تكريس طي صفحته وإسقاطه». وقال: «وضعت في جو قرار استبعادي من غير رئيس الجمهورية ورفضت القيام بأي اتصال لتعديله». وأكدت «كتلة القرار الحر» لبيروت الأولى التي اجتمعت في مكتب وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي ميشال فرعون في حضور الوزير جان اوغاسبيان والنائبين سيرج طورسركيسيان ونديم الجميل، «ضرورة استئناف الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية لمعالجة الخلافات والتباينات حول سلاح «حزب الله»، واتخاذ الخطوات الكفيلة بحصر قرار الحرب والسلم في المؤسسات الدستورية». ورحبت ب «الخطوات الآيلة الى هذا الهدف»، وطالبت ب «تطبيق قرارات حوار المؤتمر الوطني المتفق عليها وخصوصاً ما يتعلق بإنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه في داخلها». ورأى عضو «تكتل لبنان أولاً» النائب نبيل دو فريج «أن تشكيل طاولة الحوار بالصيغة المعلنة تخطى كل الاعتبارات والتوازنات وجاء مبتوراً، خصوصاً أنه أدخل فئات جديدة وزاد من حجم تمثيل فئات وتنكر لوجود فئات أخرى لها حضورها ووجودها على الساحة الوطنية». واستغرب في تصريح أمس «الإصرار على استبعاد الأقليات على رغم الاتصالات المسبقة التي أجراها الرؤساء الروحيون لهذه المذاهب برؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري». ودعا الى «إعادة النظر في تشكيل هيئة الحوار»، وأسف ل «التمادي في تهميش الأقليات وتغييبها عن أي شأن وطني». ولاحظ عضو التكتل نفسه النائب محمد كبارة أن الرئيس سليمان لم يحدد المعايير التي اعتمدها لتسمية الممثلين الى طاولة الحوار. ورأى أن هناك تسميات حصلت من باب التسويات، وهذا ما سيكون سبباً في تعطيل الحوار. ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «ان طاولة الحوار ليست بديلاً من المؤسسات الدستورية» معلناً «التريث قبل إطلاق رد فعل على إعلان المشاركين فيه». ولاحظ ان تغييب كتلة زحلة عن التمثيل «غير مفهوم». واعتبر في حديث الى محطة «اي ان بي» ان الحوار مطلب أساسي وجماعي مشيراً الى ان المشاركة العربية ضرورية في الحوار لأن الاستراتيجية الدفاعية جزء من المنظومة العربية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. ولفت الى ان أهم نقطة للنقاش على طاولة الحوار هي كيفية حماية لبنان وان تكون الحكومة هي المرجع الرئيس لكل شيء «أملاً بأن يقوم حزب الله بشيء جديد هذه المرة». وقال النائب أنطوان أبو خاطر باسم كتلة نواب زحلة: «فوجئنا بعدم تمثيل زحلة بأحد نوابها، ولم يتم التشاور معنا من القصر الجمهوري وقد طلبنا موعداً قريباً من رئيس الجمهورية لتصحيح الخطأ». وأضاف: «نحن نحترم الشخص الذي عين (فايز الحاج شاهين) ولكنه لا يتمتع بأي حيثية شعبية ولا يقطن مدينة زحلة». ووصف عضو كتلة «المستقبل» النائب نضال طعمة تشكيل الهيئة بالخطوة المهمة لكنه أبدى «اعتراضه على تغييب عكار عن هذه الطاولة الوطنية الجامعة». ورأى النائب السابق أحمد حبوس «أن غياب التمثيل العلوي إمعان في إبعاد أبناء هذه الطائفة لا عن الموقع الرسمي فحسب، بل حتى عن الظفر بوظيفة من الدرجة الثالثة»، متمنياً «على الرئيس سليمان عدم إحداث أي شرح وأن يعيد النظر في تشكيل الهيئة». ورأى عضو كتلة الحزب القومي مروان فارس أن «مشاركة النائب أسعد حردان هي تمثيل للقوى الوطنية والحزب القومي وحلفائه وجميع الوطنيين». ولفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي الى أن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعا منذ فترة الى إعادة النظر في تركيبة طاولة الحوار»، مشيراً الى أن «التعديل الذي قام به الرئيس سليمان تعديل ضروري فهناك قوى يجب أن تكون مشاركة والأسماء لها حيثيتها وتمثيلها». ورأى الموسوي في حديث الى «LBC» أن «الموضوع ليس عددياً لأن لا تصويت في طاولة الحوار بل الموضوع هو أن هناك قوى سياسية معينة موجودة وقد يكون هناك قوى غير مشاركة ولكن لها من يمثلها على الطاولة، وأعتقد أننا سنسمع اعتراضات من الجانبين»، معتبراً أن مقاطعة الحوار تعتبر خطوة في وجه رئيس الجمهورية. وأعلن الموسوي أنه «بالنسبة إلينا سنناقش بجدية على طاولة الحوار وسنأخذ في الاعتبار أن السفارة الأميركية تصل إليها نسخ عما يجري تداوله». ورأى النائب عماد الحوت أن التشكيلة المعلنة لم تراع التوازن الطائفي المعمول به. وإذ رحب بتشكيل الهيئة تمنى أن «يعيد رئيس الجمهورية النظر من خلال إضافة ممثلين لقوى سياسية إضافية تعبر عن رؤى وطموحات شريحة كبيرة من اللبنانيين». وأكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد تأييده للرئيس سليمان في دعوته الى طاولة الحوار معتبراً أنه ملح خصوصاً بعد قمة دمشق والكلام الصادر عن أمين عام مجلس الأمن لبت موضوع سلاح «حزب الله». ولفت في حديث الى «أخبار المستقبل» الى «وجود ملاحظات لقوى 14 آذار على شكل الدعوة الى الحوار وطالب بمشاركة فعلية وليست صورية للجامعة العربية». ورأى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة في هيئة الحوار «تكراراً مملاً وخطيراً لمظهر العجز في ما سمي حكومة الوحدة الوطنية». معتبراً ان «الهيئة غير قادرة على استيعاب المهمات الأساسية التي يفرضها وطننا». خليل يوضح من جهة ثانية قال المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل أمس أن ما نشرته «الحياة» أول من أمس عن اجتماعه والمعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين الخليل مع رئيس الحكومة سعد الحريري ليل الجمعة الماضي «غير دقيق». وكانت «الحياة» أشارت الى أن ممثلي «أمل» و «حزب الله» اقترحا على الحريري فكرة تأجيل الانتخابات البلدية وأن الأخير رفض ذلك وأنه لن يقوم بتغطية خطوة من هذا النوع.