توهج أزرق أوحد... يقابله بداية ثلاثية مخيبة للآمال السعودية حملتها الجولة الآسيوية الأولى من دوري أبطال آسيا في نسخته ال(29) لعام 2010. الاتحاد سقوط مدو خارج أرضه، والأهلي أشد وأمر بين جماهيره، فيما وقع الشباب في فخ التعادل الأشبه بالهزيمة. أنديتنا السعودية دخلت معترك البطولة وهي ما زالت تعتقد أن الزمان هو ذات الزمان الأول الذي كانت فيه تدك مرمى الفرق الآسيوية بالخمسة والستة، وان سيادة القارة طوع أمرها أندية ومن بعدها منتخبات. والنتيجة أن المنتخب يتقهقر ويسلم الراية، والأندية تتهاوى على يد أوزبكستان وإيران التي يبدو انها لم تركن لماضيها وتنام قريرة العين على ما حققت من أمجاد أو تتوقف لان هناك من سبقها وتخطاها فبدأت من الصفر، فيما نحن في طريقنا إلى الصفر. بدايات البطولة تنم على أن التاريخ لن يعيد نفسه لنا، فتلك صفحات طويت وأغلقت للأبد. وأن هناك أبطالاً جدداً ومن مكان مختلف، هم من سيفتتح صفحات التاريخ الجديد للكرة الآسيوية أخشى كثيراً أننا لسنا منهم. قد يقال أن هذا التشاؤم لا مبررله، إذ لم تمض إلا جولة والعبرة بالنهايات ولكن كتاب المنافسة وشى لنا بما يمكن أن يحدث فبوادره واضحة للعيان وليست بحاجة إلى خبير أو ناقد. الاتحاد ما زال يترنح من آثار هزيمة نهائي النسخة السابقة، وينزف هنا وهناك وبغزارة من دون أن يلوح في الأفق أي أمل في العلاج أو رتق الجروح، و لملمتها على الأقل والكل يشير باللائمة على الكل، وهو مودع لا محالة إن بقي الوضع على هذه الحال المزرية. والشباب الفريق المنهك بالإصابات يجاهد للنهوض على رغم أن وجعه يثقل كاهله... ويقصم ظهره إلا أنه إن خرج غير ملام لأن الأمر برمته خرج من يده رغماً عنه. فيما يتوفر كل شيء للأهلي إلا أن قلة خبرة لاعبيه قد تخذله في وقت الجد. ويبقى الأمل الوحيد في رفع الراية السعودية منوطاً بالهلال وحده ولم لا في ظل استقراره الفني والإداري مع تواجد نجوم الموسم في مختلف المراكز لديه، وإن كان الهلال قد أفصح عن نواياه نحو اللقب القاري مبكراً بفوز مبهر على السد القطري، فإن لديه المزيد وهو ما سيظهر في مقبل الأيام بخاصة وروح الفريق الآن في أوج عنفوانها... فيما تعد عودة ياسر لحاسته التهديفية روح أخرى أقوى وأعتى ليس أجمل من استثمارها في عودة الهلال للواجهة الآسيوية بطلاً من جديد. أنديتنا يجب أن تفيق من سباتها ببذل الكثير من الجهد إن رغبت في إعادة هيبة الكرة السعودية المفقودة فالمقبل من الجولات أصعب وبه ستحدد الوجهة وتكشف الملامح إما أبطالاً وهو الأمل أو مجرد كومبارس يحدد به رؤساء المجموعات مواقعهم.