افتتح وزير الإعلام السوري محسن بلال، وأحمد عبدالله الشيخ المرافق الإعلامي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، مساء أول من أمس مركز الأخبار الجديد ضمن منظومة الأخبار المصوّرة التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية. ويتألف المركز الإخباري الجديد، الذي يشغل مساحة تبلغ نحو 1200 متر مربع، من ثلاثة طوابق تضم الاستديو الرئيسي للأخبار، واستديو للتبادل الإخباري، إضافة إلى غرف التجهيزات والمراقبة. وتم رفد المركز، بأجهزة متطورة وحديثة جرى استقدامها بموجب منحة وصلت إلى ثمانية ملايين دولار قدمتها حكومة دبي بهدف دعم، وتطوير الأداء الإعلامي السوري المرئي. علاقات الأخوّة ويعد هذا الافتتاح الرسمي، الذي حضره عدد من المسؤولين الإعلاميين، وحشد من الصحافيين السوريين والإماراتيين، إيذاناً ببدء تدريب الفنيين والمهندسين والمحررين على منظومة الأخبار الحديثة، ونظام التشغيل المتوافرة في المركز، تمهيداً لانطلاقة بث نشرات الأخبار منه بعد نحو ثلاثة أشهر. وجاء الإعلان عن هذه المنحة أول مرة قبيل انعقاد القمة العربية العشرين بدمشق في آذار (مارس) عام 2008 وبعد ذلك جرت اجتماعات وزيارات متبادلة بين الجهات المعنية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية ومؤسسة دبي للإعلام، تم خلالها دراسة مشروع إنشاء المركز الإخباري ووضع التصورات والمتطلبات التقنية، إضافة إلى نقاشات مطولة بين الجانبين هدفت للوصول إلى الحلول البصرية والتقنية التي تؤمن التوظيف الأمثل لهذه التقنيات الرائدة في مجال الإعلام المعاصر. ورأى وزير الإعلام السوري محسن بلال أن هذا المركز يعد بمثابة «ترجمة صادقة وحقيقية لعلاقات الأخوّة التي تربط بين سورية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، لافتاً إلى أن هذا المركز، «يجسد، على نحو عملي، المشاعر الطيبة، وعلاقات الصداقة بين البلدين الشقيقين». وأضاف بلال في تصريح الى «الحياة» أن هذا المركز «ينطوي على قيمة معنوية تفوق بكثير قيمته المادية»، مشيراً إلى إن «الإعلام هو منبر لنقل الثقافة والمعلومة والخبر ويسهم في المزيد من التقارب بين الشعوب والمجتمعات»، وبعدما توجه بالشكر إلى حاكم دبي، أعرب بلال عن أمله في أن ينطلق العمل الفعلي في المركز بعد نحو ثلاثة أشهر سيقضيها المحررون والتقنيون في التدريب على الأجهزة الجديدة، والمتطورة». وقال أحمد الشيخ، من جانبه، أن «العلاقات بين سورية والإمارات تعود إلى عشرات السنين، وهي ليست وليدة افتتاح مركز إخباري»، نافياً أن يكون لافتتاح هذا المركز أي بعد سياسي، فهو «يأتي في إطار الدعم الإعلامي البحت». وأضاف الشيخ في تصريح الى «الحياة» أن «مؤسسة دبي للإعلام، والقنوات الفضائية المختلفة التي تتبع لها، حققت نجاحاً بسبب انفتاح المؤسسة على التجارب والخبرات الإعلامية في العالم، فهي أرسلت كوادرها للتعلم واكتساب الخبرة في دول حققت نجاحات واسعة على مستوى الإعلام المرئي»، محذراً من أن «الانغلاق على الذات، وإغلاق الباب أمام التجارب الناجحة سيقودان إلى الفشل»، وطالب الشيخ بضرورة «إتاحة الفرص أمام المواهب والكفاءات الشابة التي ستتمكن من تطوير الأداء الإعلامي السوري». ومن جانبها، قالت مديرة التلفزيون السوري ديانا جبور إن «افتتاح هذا المركز يحمل دلالة سياسية، لكن رافعته إعلامية»، مشيرة إلى أن «دروب المعونات تتوه أحياناً لو لم تكن هناك إرادة سياسية طيبة». وتابعت جبور قائلة ل «الحياة» إن «الكوادر الإعلامية، البشرية ستتحكم في هذه الأجهزة المتطورة لا العكس»، موضحة بأن «هذه التقنيات الجديدة ستتيح المجال لمحرر الأخبار أن يستخدم النص والصورة معاً، بعدما كان يستخدم النص فقط. فالمحرر كان يقدم النص للمونتير الذي كان عليه أن يختار الصور المناسبة له. وبتوافر مثل هذه التقنيات الرقمية الجديدة، فإن المحرر سيطل على وكالات الأنباء كلها، وعلى تلك التي تؤمن المادة الفيلمية، ومن ثم سيصوغ خبره وفقاً لما يتوافر لديه من صور»، وأعربت ديانا جبور عن ثقتها بالكوادر الإعلامية السورية التي «ستتعامل مع هذه الأجهزة بجدارة»، لافتة إلى أن «التلفزيون السوري معروف بتصديره كوادر إعلامية حققت نجاحاً وشهرة في الكثير من الفضائيات المعروفة». وحول دور هذا المركز في تطوير الخطاب الإخباري في الإعلام السوري، أوضحت جبور بأن «المركز يضم تقنيات متطورة كنا نفتقدها في السابق، وكانت لدينا على الدوام رغبة في تطور الأداء الإعلامي، والتحرر من القوالب النمطية، لكن التقنيات كانت محدودة، واعتقد أن هذا المركز المتطور سيوفر فرصة لتحقيق نقلة نوعية على صعيد صوغ الخبر شكلاً ومضموناً».