عاد الفرنسي فرانك ريبيري أخيراً إلى صفوف بايرن ميونيخ بعد «إنقطاع» منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بداعي الإصابة أو «الحرد» طلباً لتسهيل انتقاله إلى ناد أوروبي كبير ويبدو أن ريبيري «المغيّب» حصل على فرصة مجدداً بسبب الإصابات التي لحقت بخمسة لاعبين أساسيين، بينهم باستيان شفاينشتايفر واريك فان بوتين، وكلاهما من الأعمدة الأساسية في تشكيلة المدرب الهولندي لويس فان غال. وأوضح أنه سيستغل هذه العودة للمحافظة على جهوزه. وأضاف: «سأقدم أفضل ما عندي، ويبقى على المدرب الاستفادة مني قدر المستطاع قبل نهاية الموسم حيث من المقرر أن أغادر الفريق». وقصة مغادرة النادي البافاري كانت عقدة العقد الصيف الماضي، وأضحت السبب الأول لتدهور العلاقة بين اللاعب الفرنسي من جهة والإدارة والمدرب من جهة ثانية. فكما هو معلوم، حصل ريبيري على فرصة ذهبية للانتقال إلى ريال مدريد الذي عرض مبلغ 90 مليون دولار ثمناً للاعب، في حين أصرّ بايرن ميونيخ على 100 مليون، ولم يتوان عن وضع العراقيل لمنع إتمام الصفقة وهذا ما حصل. وطبعاً لم يكن ريبيري ليقبل بهذا العمل، فقرر، بطريقة ما، مقاطعة النادي عبر إثارة البلبلة عند المدرب وإزعاجه، وتوجيه انتقادات مبطنة إلى النادي كما حصل عندما أعلن أن بايرن ميونيخ ليس قادراً على الفوز بالبطولات الكبرى خصوصاً دوري أبطال أوروبا، وأنه شخصياً لا يجب أن يكمل مسيرته في صفوف فريق عادي! وقد اعتبرت إدارة النادي هذا التصريح نوعاً من الضغط غير الضروري على اللاعبين والجمهور، كما أن المدرب أخرجه نهائياً من مخططاته، مستعيناً بمواطنه الهولندي أربين روبن الذي استطاع تثبيت وجوده، إضافة إلى تألق فان بوتين والذي جعل ريبيري خارج «الصورة». ويفصح ريبيري عن أهدافه وطموحاته على صعيد ترك بايرن، إذ يكشف عن» أربعة نواد أرغب بالانتقال إليها وهي النوادي الوحيدة القادرة على الفوز بدوري الأبطال، وهي: ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وتشلسي. بابي مفتوح لكل الاحتمالات، وإن كانت النوادي الإسبانية تغريني أكثر، علما أن سعري انخفض بعد مرور سنة إضافية». والصحيح أن عقد نجم المنتخب الفرنسي مع بايرن ميونيخ ينتهي في حزيران (يونيو) 2011، وبالتالي سيتمكن أي ناد من التعاقد معه بمبلغ 60 مليون دولار تقريباً، وهذا ما يسعى بايرن لتفاديه عبر محاولته بيع ريبيري قبل حزيران المقبل ليحصل على مبلغ أكبر. ويلفت ألن ميغلياتشو وكيل أعمال ريبيري إلى أنه «كان يجب أن يقبلوا بعرض ريال مدريد لأنه الأنسب، كما أن اللاعب كان قرر المغادرة. لقد حصل الطلاق فعلياً، وما هذه السنة سوى زيادة في العذاب والمشاكل!». وميغلياتشو في الوقت عينه وكيل أعمال النجم السابق زين الدين زيدان، العضو في نادي ريال مدريد، الذي عمل جاهداً لإتمام الصفقة، ويبذل حالياً جهداً مضاعفاً لإقناع «النادي الملكي» بتجديد عرضه، خصوصاً أن برشلونة، الغريم اللدود، دخل على خط الشراء. حلم التتويج الكبير ويجدد ريبيري تأكيده أن «ليس لدي شروط مادية تعجيزية، كل ما أريده هو فريق كبير يفوز بالألقاب الكبرى. لدي الكثير لأعطيه وأريد أن أحمل ولو مرة في حياتي كأساً مهمة مع ناد يؤمن لي كل مستلزمات التألق!» ومع أن زميله في بايرن، اللاعب الألماني الدولي فيليب لام، أمل في أن «يعود فرانك عن رأيه ويقرر البقاء في ميونيخ»، إلا أن المقربين من النجم الفرنسي يؤكدون أن قرار مغادرة ألمانيا نهائي. ويبقى أن تمر بسلام الفترة الفاصلة عن حزيران المقبل، وأن يحافظ ريبيري على حضور فني مقبول. وهذا «الحضور» هو ما يطلبه مدرب منتخب فرنسا ريمون دومينيك الذي أجرى اتصالاً بلاعبه، وطالبه بتقديم أفضل ما عنده استعداداً للمعركة الكبرى، أي كأس العالم التي ستستضيفها جنوب أفريقيا. وأكدّ أن «منتخب فرنسا في حاجة ماسة إلى جهود ريبيري والنجوم جميعهم». وأوضح المدرب المثير للجدل لصحيفة «ليكيب» عقب متابعته ميدانياً للقاء بايرن وفيورنتينا الإيطالي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، أن «لريبيري تأثير بارز على الصعيد الهجومي». وسيصاب ودومينيك بضربة قوية في حال فشل لاعبه في إثبات أهليته لقيادة «الديوك» في المونديال. ويأمل ريبيري بمحو «الصورة السيئة التي ظهرنا بها في بطولة الأمم الأوروبية صيف 2008. لقد كانت مغامرة مرعبة، ودفعنا ثمن الإرهاق الذي أصاب اللاعبين في موسمهم الأوروبي. أنا حالياً أستعد بكل ما عندي من طاقة لأكون بأفضل حالاتي في جنوب أفريقيا، لأني سأكون في ال27 من عمري وبالتالي ستكون ربما فرصتي الأخيرة لانتزاع هذه الكأس مجدداً لمنتخب بلادي». ويشير إلى أن عدد المنتخبات المرشحة للفوز مرتفع هذه السنة، إلا أنه يجزم بأن اللقب لن يفلت من الخماسي الكلاسيكي: البرازيل وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والأرجنتين، «التي تتمتع بثقافة المنافسة والفوز» مع احتمال حدوث خرق من قبل إسبانيا. كما لا يتوقع «أن تكون إنكلترا بطلة للعالم، لأن فرقها أفضل من منتخبها، ولكني في المقابل أرى نفسي ألعب في ال»برميير ليغ» (الدوري الإنكليزي)، إذا لم أنجح في النوادي الإسبانية». ويبدو أن هوس ريبيري بمغادرة بايرن لا يزال مرتفعاً على رغم تصريحه الأخير بعد الفوز على فيورنتينا، إذ أبدى استعداده للبحث في مسألة تمديد عقده مع النادي البافاري، تبعاً لنتيجة الفريق هذه السنة في المسابقة الأوروبية. وطبعاً يخشى جمهور الفريق أن يكون هذا الكلام من باب «ذرّ للرماد في العيون».