أطلقت مجموعة من الشبان مبادرة لتنظيف المتنزهات والبراري (الفياض) بأنفسهم، بعد كثرة الشكاوى التي تقدم بها المتنزهون، الذين يطالبون بضرورة نظافة تلك المتنزهات والحفاظ على الطبيعة الخلابة فيها. واختار هؤلاء الشبان متنزه الصمان (350 كيلومتراً من مدينة الرياض) ليقيموا فيه مخيمهم منذ أسابيع عدة حتى الآن، ورفضوا التنزه في تلك المنطقة البرية من دون أن يرفعوا من مستوى النظافة أولاً، وهذا ما حدث لهم، عندما ذهبوا إلى الإدارة العامة للنظافة في أمانة منطقة الرياض وحصلوا على أكياس تجميع النفايات بكميات كبيرة، وقاموا بتنظيف المكان الذي يقيمون فيه مخيمهم الربيعي بشكل يومي، إضافة إلى توزيع الأكياس على المتنزهين. وقال صاحب فكرة تنظيف المتنزهات البرية في مجموعته قائد فريق النظافة خالد البابطين، إن الفكرة خطرت له مع أصدقائه، بعد تشويه المتنزه البري «الفيضة»، الذي اعتادوا على التخييم فيه منذ سنوات، بالمخلفات التي يتركها المتنزهون من دون وضعها في الأماكن المخصصة لها. وأضاف: «ذهبنا إلى الإدارة العامة للنظافة في أمانة منطقة الرياض، واستقبلنا مديرها العام المهندس أحمد البسام، وتفاعل مع الفكرة وأمر بتسليمنا مجموعة كبيرة من أكياس جمع النفايات التي تقدمها الأمانة، ونقوم بتنظيف الفيضة بشكل يومي ونجمع المخلفات وننقلها إلى المكان المخصص لها بعيداً عن المتنزه». وذكر أنه وجد تفاعلاً من المتنزهين عقب توزيع أكياس جمع المخلفات عليهم، لافتاً إلى أنهم أعادوا تركيب بعض أجزاء السياج المكسور في الروضة، من أجل ألا تدخل المركبات إلى الروضة كما تنص أنظمة حماية المتنزهات البرية، ما يحقق حماية للغطاء النباتي من الغبار، وعوادم السيارات وإطاراتها. من جانبه، أعرب الأمين العام للمجلس البلدي لمدينة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن البابطين أحد المشاركين في مبادرة تنظيف البراري في تصريحه إلى «الحياة» عن سعادته بنجاح هذه الفكرة، مؤكداً أن صحراء المملكة المترامية الأطراف ذات الخضرة القليلة تعاني من التصحّر، وواجب على كل فرد الإسهام في حمايتها. وأوضح أنه تم اختيار أحد البراري لإقامة مخيم بجواره، والتكفل بتنظيفه بشكل مستمر، إذ قدمت لهم أكياس جمع النفايات بالمجان من الإدارة العامة للنظافة في أمانة منطقة الرياض، ليتم جمعها ومن ثم التخلص منها بطريقة صحية صحيحة في أماكن خصصت لهذا الغرض.