الحق أن المشكلات الأساسية للخليوي وخدماته، التي تناولتها ندوات المؤتمر ونشراته الداخلية، تدور حول التشغيل ونقل البيانات والازدحام الذي يسببه «التسونامي» الرقمي، كما وُصفت حركة تبادل المعلومات، وخصوصاً في المدن الكبرى، حيث يعاني المستخدمون بطئاً في خطوط الاتصال، تصل حد الانقطاع. وقد حصل ذلك أثناء المؤتمر، إذ عانى المشاركون والحضور انقطاعات متكررة في الاتصال عبر الشبكات اللاسلكية. ويعود سبب الزيادة في تدفق البيانات عبر شبكات الخليوي، إلى رواج الهواتف الذكية وغيرها. وما زالت هذه المشكلة مستمرة بعد مرور 4 أجيال من الهواتف الخليوية وشبكاتها، مع كل ما رافق ذلك من متغيرات تقنية. وأشار الرئيس التنفيذي ل «مجموعة كيوتل» القطرية، ناصر معرفيه، إلى أن ما يطلبه صنّاع الهواتف الخليوية وخدماتها، هو أن يعامِل المشغلون كل البيانات بالتساوي، من ناحية السعر وتوزيع النسب. ولا يناسب هذا الأمر المشغلين، نظراً إلى نوعية البيانات ومتطلباتها في الخصوصية والسرية والمقاصة المالية. ودفع تسونامي البيانات شركات التشغيل للتتضافر بحثاً عن حلول فورية للمشكلة وخطط مستقبلية. وتتعاون كبرى شركات التشغيل، مثل «آي تي أند تي»، «تي – موبايل»، «دوكومو»، «أورانج إيتاليا»، «سبرينت»، «فودافون» و «تشاينا موبايل»، على إطلاق بيئة عالمية مفتوحة لتطبيقات الخليوي، من شأنها تأمين نقطة إدخال (توزيع) موحّدة لمطوّري الخدمات. ورأى البعض في الخطوة تحدياً يفرضه المشغلون على نقاط البيع للتطبيقات الخليوية، كالتي تمتلكها «آبل» ل «أي – فون». وفي المقابل، لا تتوانى شركات كبرى مثل «آبل» و «غوغل»، عن المضي قدماً في محاولات «التملّص» من المشغّلين، وسحب بساط سيطرتها على الشبكات. ولخّص مقال نشرته «نيوزويك» أخيراً، هذه الحال قائلاً: «تستخدم «غوغل» و «آبل» الهواتف الذكية وسيلة لتحويل نمط تجارة الخليوي رأساً على عقب. وفي مرحلة مقبلة، يُصبح صنّاع الهواتف على تماس مباشر مع الزبائن يبيعونهم التطبيقات واللوزام، بينما يؤدي المشغلون دور الشركاء الصامتين، ويحصّلون رسوماً شهرية. وهذا يعني أن الخليوي سيعمل عبر أي شبكة. وعلى مستوى المستخدم، لا يخلو الأمر من مخاطرة، أن ينتقل من براثن المشغل إلى مخالب صناع الهواتف. ومع «أي – باد»، تخطو «آبل» خطوة إلى الأمام، إذ لا حاجة إلى دفع رسوم اشتراك للاتصال ب «الويب»، فهذا الجهاز يكتفي بالتقاط إشارات لاسلكية، وذلك ما يكتفي به كثيرون أيضاً».