أشعل تسجيل ثمانية إصابات جديدة بحمى الضنك في مكةالمكرمة فتيل الخلافات بين أمانة العاصمة المقدسة و«صحة مكة». حول المسؤول عن الإفصاح عن معلومات المرضى وعدد المصابين. وتقاذفت الجهتان مهمة الإفصاح عن تفاصيل الحالات الجديدة وسط تعتيم إعلامي مشدد. وفي حين رفض مسؤولو الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي «الجهة المسؤولة» التحدث إلى «الحياة» حول «الموضوع»، أشار الناطق الإعلامي في صحة مكةالمكرمة فائق حسين إلى أن مسؤولية الإعلان عن الحالات المصابة بمرض حمى الضنك وما يتعلق بها من أعمال مكافحة تقع على عاتق أمانة العاصمة المقدسة وليس وزارة الصحة، بينما شدد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار على أن الإعلان عن حالات الإصابة وما يتعلق بالمرض من دور واختصاص وزارة الصحة، «ونحن جهة معنية نستسقي المعلومات عن حالة الإصابة من قبل صحة مكة»، وأكد ل«الحياة» أن حالات الإصابة ب«حمى الضنك» لا تعدو كونها ثماني حالات، لافتاً إلى أنها نسبة «ضئيلة جداً». إلى ذلك، أوضح أحد سكان العزيزية الشمالية محمد الهزاع أن ابنه هزاع (28 عاماً) لا يزال يرقد في مستشفى النور التخصصي لتلقي العلاج من الإصابة بمرض حمى الضنك، إذ تم اكتشاف إصابته بالمرض عقب إجراء الفحوصات المخبرية الدقيقة، التي بينت إصابته بالحمى إثر معاناته من أعراضها على مدى أكثر من أسبوع من دون اكتشاف الحالة، على رغم تردده على عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، وإعطائه علاجات لخفض درجة الحرارة حتى راجع مستشفى النور. وأشار إلى أن الفرق الميدانية للحملة الوطنية لمكافحة حمى الضنك باشرت أعمالها في منزله، وتبين أن مصدر الإصابة كان مياه ملوثة راكدة في الشارع القريب من منزلهم، توالدت فيها يرقات البعوض الناقل للمرض، «تركت لأكثر من ثلاثة أشهر، وتم القضاء عليها على الفور». وقال المتعافي من حمى الضنك عمر الحازمي (40 عاماً) ل «الحياة»: «مَنّ الله علي بالشفاء من هذا المرض الفتاك بعد إصابتي ووالدتي المسنة (65 عاماً)، وأصبنا به نتيجة وجود مياه راكدة في حي الفيصلية في مكة، مثّلت بيئة مناسبة لتوالد وتكاثر البعوض المسبب للمرض بعد هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة المقدسة أخيراً». وألمح إلى الجهود الكبيرة والسريعة من قبل فرق مكافحة المرض للقضاء على تلك البؤر في الحي، إضافة إلى قيامهم برش المبيدات المكافحة للبعوض في منازل الحي كافة، مشيراً إلى أن أعمال المكافحة لهذا المرض تفتقر إلى تعاون المواطنين بتركهم المياه تتسرب وتسري في الشوارع، ما يؤدي إلى تراكمها وبالتالي توالد البعوض، إذ إن التوعية والإدراك لدى المواطن هما العنصران الفاعلان والمكملان للجهود المبذولة لاجتثاث هذا الوباء والقضاء عليه». من جهته، أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ل«الحياة» تحقيق نجاحات مميزة جداً في أعمال مكافحة مرض حمى الضنك، وتسجيل نتائج إيجابية في الحملة الوطنية لمكافحة حمى الضنك. مشيراً إلى أن المخاوف تبددت من عودة المرض بعد إحكام السيطرة على مكامن الخطر المولدة له. وأوضح الدكتور البار أن حالات الإصابة بالمرض تمثل نسبة ضئيلة جداً تكاد تكون «شبه معدومة» لا تتجاوز ثماني حالات إصابة بالمرض لدى المواطنين، مشدداً على أن الإعلان عن حالات الإصابة وما يتعلق بالمرض من اختصاص وزارة الصحة، «ونحن جهة معنية نستسقي المعلومات عن حالة الإصابة من قبل إدارة الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة، كون أن حالات الإصابة بالمرض ترد إلى المستشفيات لتلقى العلاج منه». من جانبه، كشف مساعد مدير إدارة الطوارئ والأزمات للشؤون الفنية في أمانة العاصمة المقدسة المهندس عبدالله صباغ نشوب مواقع عدة بأعداد كبيرة لبؤر توالد البعوض أخيراً بعد هطول الأمطار الغزيرة على مكةالمكرمة في منطقتي الشرائع والحسينية، مؤكداً أن الفرق الميدانية تواجه مشكلة طفح المياه الجوفية النابعة من تحت الأرض التي غمرت غالبية «بدرومات» المنازل في حي الشرائع، (وصل ارتفاع المياه بها إلى 50 سنتيمتراً)، مما يهيئ الفرصة لتوالد البعوض، إضافة إلى أن وجود المزارع والاستراحات وأماكن تربية الحيوانات في منطقة الحسينية مما خلق بيئة مناسبة لتوالد وانتشار البعوض مما استدعى الاهتمام بتلك المنطقتين وتسخير جل العناية لهما، وقد تم القضاء على أعداد هائلة من تلك البؤر في جامعة أم القرى وكليات البنات والمدارس في مكةالمكرمة التي تولدت نتيجة تراكمات مياه الأمطار التي شهدتها مكةالمكرمة أخيراً. وأكد المهندس صباغ مضاعفة أعمال فرق المكافحة خلال هذه الفترة التي يتم فيها القضاء على ما يزيد على 2500 بؤرة مياه أسبوعياً ، لافتاً أن حجم البلاغات التي تتلقاها فرق المكافحة وصل إلى 100 بلاغ أسبوعيا،ً بحيث يتم تلقي البلاغ والتوجيه ومباشرة أعمال المكافحة لما يرد من بلاغات عن وجود تراكمات للمياه خلال 48 ساعة. وبيّن أن عدد القوى العاملة في الحملة الوطنية لمكافحة حمى الضنك في مكةالمكرمة يزيد على 400 فني مكافحة جميعهم من الشبان السعوديين، يتم تأهيلهم بإعطائهم دورات تدريبية قبل مباشرتهم أعمال المكافحة ويشرف عليهم 25 مشرفاً ميدانياً متخصصاً، ويبذل الجميع قصارى جهدهم من أجل محاربة هذا المرض والقضاء عليه، وتأمين ما يمكن للحفاظ على سلامة وصحة أهالي العاصمة المقدسة.