أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال جلسة محادثات عقدها في روضة خريم أمس مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حرص المملكة العربية السعودية على استقرار اليمن وأمنه ووحدة أراضيه، راجياً له اضطراد التقدم والازدهار. وبحث الملك عبدالله والرئيس اليمني، بحسب «وكالة الأنباء السعودية»، آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. كما تناولت المحادثات مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها. ونوَّه الرئيس اليمني بالعلاقات الأخوية العميقة التي تربط بين البلدين، مؤكداً حرص بلاده على تعزيزها، ومثمناً ما يجده اليمن حكومة وشعباً من اهتمام ودعم من خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة. ورأى مراقبون اهمية خاصة في زيارة الرئيس اليمني، كونها الأولى منذ وقف العمليات العسكرية بين القوات المسلحة السعودية والمتسللين اليمنيين على الحدود الجنوبية المشتركة، وهي الأولى ايضاً منذ وقف الحرب بين القوات اليمنية وعناصر التمرد «الحوثي». وتسبق الزيارة اجتماع مجلس التنسيق السعودي - اليمني الذي يعقد في 27 الشهر تحت رعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس الوزراء اليمني علي محمد مجور. وتطرقت المحادثات إلى سبل العمل المشترك في إطار حماية الحدود اليمنية - السعودية من العناصر التي تحاول التسلل والتهريب بين البلدين، وتعزيز التعاون الأمني، خصوصاً في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والقرصنة. ويضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس اليمني نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الأنسي ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ونائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية سكرتير رئيس الجمهورية عبده برجي وسفير اليمن لدى المملكة محمد علي محسن الأحول. وكان وصل إلى الرياض أمس أعضاء اللجنة التحضيرية المشتركة لمجلس التنسيق السعودي - اليمني برئاسة نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني المهندس هشام شرف عبدالله، للمشاركة غداً في اعمال الاجتماع التحضيري لعقد الدورة التاسعة عشرة للمجلس. وكان استقبلهم في مطار الملك خالد الدولي المستشار في الديوان الملكي محمد بن إبراهيم الحديثي القائم بأعمال اللجنة الخاصة في مجلس الوزراء ورئيس الجانب السعودي في اللجنة التحضيرية لمجلس التنسيق. واوضح الحديثي انه سيتم خلال اعمال الدورة توقيع عدد من الاتفاقات. صنعاء تتهم التمرد وفي صنعاء اتهمت الحكومة اليمنية المتمردين الحوثيين بالمماطلة في عدم تنفيذ الشروط الستة التي التزم بها زعيمهم عبد الملك الحوثي لوقف الحرب في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان (شمال غرب البلاد)، وبارتكاب الممارسات نفسها التي سادت بعد وقف الحرب الخامسة في 17 تموز (يوليو) 2008 وأدت إلى اندلاع الحرب السادسة في 11 آب (أغسطس) العام الماضي، في إشارة واضحة إلى تحميل «الحوثيين» تبعات عدم التزامهم ببنود اتفاق وقف الحرب بعد نحو أسبوعين على إعلانهه وبدء اللجان الميدانية عملها في محاور القتال الاربعة. وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية اليمنية العليا ان المتمردين «الحوثيين» يماطلون في الوفاء بتعهداتهم لجهة فتح الطرقات وإزالة الألغام بشكل كامل، وإن ما قاموا به حتى الآن ليس سوى فتح بعض الطرق وإزالة بعض الالغام التي رفضوا تسليمها الى السلطات الأمنية للتخلص منها. وأكد المصدر في تصريحات رسمية صدرت في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء بأن «الحوثيين» يماطلون في تسليم المخطوفين المحتجزين لديهم السعوديين واليمنيين، مدنيين وعسكريين، ويرفضون تسليم الأسلحة والمعدات المدنية والعسكرية السعودية واليمنية المنهوبة من قبلهم، ويواصلون التسويف في تنفيذ بقية الشروط الستة التي سبق وأعلنوا التزامهم بها». وأشار إلى «عدم التزام التمرد بالتزاماته وارتكابه خروقات خطيرة لاتفاق وقف النار وعرقلة اللجان الميدانية المشرفة على تنفيذ الشروط وفقاً للبرنامج الزمني المحدد». ولفت المصدر إلى أن «هذين المماطلة والتسويف يعيدان إلى الأذهان المماطلات المماثلة وعمليات الخداع والممارسات العدوانية غير المسؤولة التي ظل يمارسها الحوثي وأتباعه بعد وقف العمليات العسكرية في الحرب الخامسة، والتي عاد المتمردون الى ممارستها اليوم بعد قرار وقف العمليات العسكرية». وأكدت مصادر متطابقة في صعدة وحرف سفيان ل «الحياة» ان اللجان الميدانية تواجه صعوبات وعراقيل في أداء مهماتها، لكنها تواصل رغم ذلك عملها الميداني بهدف تكريس وقف إطلاق النار وإنهاء الخروقات. وفيما شددت اللجنة الأمنية على ضرورة تسليم جميع الاسرى لدى التمرد، قال ناطق باسم «الحوثيين» انه تم ابلاغ اللجنة بأن آخر جنديين سعوديين مفقودين قتلا. ولم يتسن تأكيد ذلك من مصدر يمني رسمي.