تسيطر حال من القلق على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية (12- 28 شباط/ فبراير 2010) التي تستضيفها مدينة فانكوفر عاصمة مقاطعة «بريتش كولومبيا» الكندية. وتتوجس الاوساط المُنظّمِة لهذا الأولمبياد خيفة من حدوث تغيّر مفاجئ في المناخ، كأن يسيطر جو دافئ على فانكوفر فيذيب الثلوج الكثيفة التي تعتبر شرطاً أساسياً للاستمرار في الألعاب الشتوية. فحتى عند انطلاق هذه الدورة، لوحظ ان اللجنة المُنظّمِة لها أدخلت تغييرات على جدول التدريبات وأماكنها. وجرى نقل مسابقتي التزلّج الحرّ على الجليد والتزلّج بواسطة الألواح على المنحدرات الجبلية، من «سيبرس ماونتن» إلى «ويسلر ماونتن». كما قُلّصَتْ أيام التدريب على التزلّج الحرّ من خمسة إلى ثلاثة أيام. وأُعلِن أن هذه التعديلات على برنامج الألعاب، جاءت لحماية مكان المنافسات في ظل الظروف الراهنة، بحسب ما صرّح به تيم جايدا نائب رئيس اللجنة المُنظّمِة للأولمبياد الشتوي. واشار إلى ان هذه التدابير ترافقت مع نقل كميات كبيرة من الثلوج إلى المكان الذي تجري منافسات البطولة فيه، وقُدّرت بأكثر من خمسة آلاف طن، تولى نقلها مئات العمال. ويرى الاتحاد الدولي للتزلّج على الجليد أن هذه الظروف صعبة، لكنها مألوفة، مشيراً الى إجراءات مماثلة رافقت دورات سابقة للألعاب الشتوية. ويشار إلى ان وسائط النقل المخصّصة لنقل المشتركين إلى جبل التزلّج في هذه الدورة تتألف من أوتوبيسات إيكولوجية (بمعنى أنها صديقة للبيئة) تعمل بالطاقة الهيدروجينية، وتولى تصميمها المهندس إيلي شمعة، وهو كندي من أصل مصري، ونفّذها بتكلفة بلغت 100 مليون دولار. وتشجيعاً للرياضيين المشاركين وجمهورهم ومتابعي الأولمبياد، سمحت «اللجنة الأولمبية الدولية» لمواقع الشبكات الاجتماعية الإلكترونية مثل «فايس بوك» و «تويتر» بمواكبة هذا الحدث العالمي. وكذلك سمحت للرياضيين بحرية التعبير عن مشاعرهم وآرائهم وسرد تجاربهم وطموحاتهم، عِبر هذه المواقع. وفي المقابل، فرضت هذه اللجنة مجموعة من المحظورات، من بينها ان تكون التعليقات بصيغة المتكلم، ومنع تحميل صور الفيديو اثناء المنافسات والاحتفالات، وعدم الإشارة إلى تعليقات الرياضيين عليها، مُحذّرة من الاستغلال تجارياً ومادياً، ولافتة الى ضرورة الالتزام بنص الميثاق الأولمبي وروحه. ويبدو ان هذا القرار ترك وقعاً جيداً على المتزلّجة الأميركية ليندساي فون، التي تتطلع إلى الفوز بخمس ميداليات ذهبية في الأولمبياد الشتوي. وقالت فون، في صفحتها الخاصة في موقع «تويتر»: «سمحوا لي باستخدام «تويتر» خلال الدورة، وهذا أمر رائع». في هذا السياق، تشير بعض الاستطلاعات إلى ان الاميركيين حلّوا في طليعة متتبعي الدورة الشتوية عبر «تويتر»، فيما فضّل الكنديون متابعتها عِبر «فايس بوك». وعلّق المدير الاعلامي ل «اللجنة الأولمبية الأميركية» قائلاً: «أولمبياد فانكوفر سيكون «دورة ألعاب تويتر» بامتياز».