كشف نائب مدير مشروع التعداد السكاني عبدالله الباتل عن استخدام مصلحة الإحصاءات العامة للتقنية، التي تعتمد على الأسلوب الجغرافي (الإحداثيات) في عملية التعداد السكاني للعام 1431ه عوضاً عن عملية الترقيم التي كانت تعتمد على الأسلوب الوصفي. وأوضح الباتل في حديث مع «الحياة»، أن تنسيقاً يجري هذه الأيام مع وزارة الخارجية، لتحديد أعداد الاستمارات التي سترسل إلى السفارات والقنصليات وممثليات المملكة في الخارج، لحصر السعوديين الموجودين في تلك الدول، مشيراً إلى أن الاستمارة التي سيتم توزيعها تحتوي على ما يقارب 50 سؤالاً، إذ أضيفت إليها أسئلة جديدة لم تكن موجودة في التعدادات السابقة، أحدها عن الإعاقة وآخر عن التكيّف المعلوماتي. ولفت إلى أن أولى خطوات العمل بدأت أمس (الجمعة)، «وهي خطوة التجهيز لتدريب فئة المفتشين، والتي تستمر ثمانية أيام، إذ ستركّز على مهام المفتش وواجباته ومسؤولياته، وأسلوب العمل المتعلق بتحديث منطقة عمله، مع إيضاح لما يمكن أن يواجهه المفتش في الميدان». وقال إن الأحداث التي طرأت على المملكة خلال الفترة الماضية، ومنها أحداث مواجهة المسلحين على الحدود السعودية - اليمنية، وكارثة سيول جدة لن تؤثر في خطة التعداد، مضيفاً: «نحن نتعامل مع المواقع التي يوجد بها سكان، لذا فالأماكن التي لا يوجد بها أحد فهي لا تهم». وفي ما يأتي نص الحوار: ما آخر الاستعدادات التي تمت للبدء في عملية التعداد العام للسكان والمساكن؟ - الآن المشرفون والنواب والمساعدون سافروا إلى المناطق لمباشرة عملهم، وبدأوا بذلك أولى خطوات العمل، لكوننا الآن في مرحلة العد الفعلي. وأولى الخطوات هي التجهيز لتدريب فئة المفتشين، والذي بدأ أمس (الجمعة)، وسيستمر ثمانية أيام، إذ ستركّز عملية التدريب هذه على مهام المفتش وواجباته ومسؤولياته، وأسلوب العمل المتعلق بتحديث منطقة عمله، لأن كل مفتش سيسلم منطقة عمل، وكذلك إيضاح ما يمكن أن يواجهه المفتش في الميدان من حالات محتملة وكيفية معالجتها، وهذه المرحلة ستستمر أسبوعاً. وماذا عن مراحل العد الفعلي الثلاث الأخرى؟ - تأتي بعد مرحلة التحديث للمفتش، عملية ترقيم وحصر المباني والوحدات العقارية والأسر، وهذه تقوم بها فئة من العاملين يسمون ب«المراقبين»، بعد أن يتم ترشيحهم وتدريبهم، الذي يبدأ في 24/03/1431ه، ويستمرون في التدريب لمدة سبعة أيام، ومن ثم يتسلمون عملهم، وتستمر عملية الحصر والترقيم وإعطاء الأرقام لجميع الوحدات العقارية، سواء المنشآت أو مساكن، ومدة عملهم تستمر 27 يوماً. وتتبقى مرحلتان لاحقتان بعد المراحل التي ذكرتها هما مرحلة عد السكان الرحل، ومرحلة عد السكان، وكل ذلك يتم عبر برنامج زمني معد. من خلال ما ذكرته لماذا ركّزت المصلحة على مرحلة العد الفعلي بعكس ما كانت تعمل عليه في عمليات التعداد السكاني الثلاث الماضية، إذ كانت تركّز على العد النظري؟ - نحن نقسّم مراحل عمل التعداد إلى ثلاث مراحل، الأولى مرحلة الأعمال التحضيرية، وتمت في العامين الماضيين، ثم مرحلة العد الفعلي، ثم مرحلة المعالجة والنشر. ولكن ما تتكلم عنه هو عن كيفية عد السكان كيف يتم؟ - هناك أسلوبان للعد، عد فعلي وعد نظري. فالمملكة نستخدم فيها العد الفعلي، وهو عد الناس في أماكن وجودهم ليلة التعداد، والعد النظري يتمثل في عد الناس في أماكن وجودهم المعتادة، لذا فالعد الفعلي هو أن يقوم موظف التعداد بمسح كل المواقع التي يتواجد بها الناس. يعتبر هذا التعداد الرابع في تاريخ المملكة، ما أبرز الاختلافات بين التعدادات السابقة والتعداد الحالي؟ - استخدمنا في التعداد الحالي التقنية بشكل كبير، سواء في عملية الترقيم التي كانت تعتمد في السابق على الأسلوب الوصفي، فيما الآن نعتمد على الأسلوب الجغرافي، وهو ما يسمى بالإحداثيات، من خلال خطوط الطول في تقنية ال«جي بي آس»، إذ أصبحت الآن عملية عنونة البلوكات سهلة جداً، لاسيما أنها تكون مرحلة أولية لمرحلة نظام المعلومات الجغرافية، كما أننا في التعداد المقبل سنستخدم الجهاز الضوئي في إدخال البيانات، إذ سنتخلى عن الطريقة السابقة التي تتم يدوياً، وبذلك نكون أسهمنا في التوفير من الناحية المادية ومن جهة الوقت والقوى العاملة بشكل كبير جداً. كان هناك اتفاق بينكم وبين دول الخليج على البدء في وقت واحد في تنفيذ عملية التعداد السكاني، هل ما زالت المصلحة قادرة على الإيفاء بهذا الموعد، خصوصاً أن المملكة تعد من أكبر الدول مساحة؟ - الاتفاق تم بين دول مجلس التعاون على أنها تجري تعداداً موحداً لجميع دول المجلس بحيث انها تبدأ في وقت واحد، حدد بشهر نيسان (أبريل) المقبل. والهدف أن يكون هناك تكامل بحيث يتم جمع البيانات بالظروف نفسها، ونستخدم استمارة تحتوي على بيانات واحدة وعملية نشر البيانات، وبكل تأكيد كل الدول ستقوم بتجهيز البيانات في وقت واحد. هناك فهم خاطئ لدى الكثير عن ليلة الإسناد في التعداد، فما المقصود بها؟ - في كل التعدادات التي تُجرى في العالم يتم اختيار لحظة زمنية في تاريخ معين يسند إليها بيانات التعداد تسمى ليلة العد أو ليلة الإسناد الزمني (اصطلاحاً)، بحيث ينسب لهذه الليلة كل البيانات المستوفاة عن جميع الأفراد الموجودين على قيد الحياة في تلك اللحظة، وهي تماماً كالتقاط صورة في لحظة معينة لشيء ما محدد، وهو ما سيتم عمله في ليلة العد مع سكان المملكة، إذ سيتم تسجيل بيانات جميع الأفراد الذين قضوا هذه الليلة في المسكن وسيتم استيفاء خصائصهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية من العداد. ويمكن القول إن التعداد سيشمل كل الأفراد المتواجدين أو كانوا متواجدين الساعة (12) ليلاً من ليلة الإسناد الزمني. بالنسبة لليلية العد، هل ستشمل السعوديين في خارج المملكة؟ - لكوننا نستخدم العد الفعلي استثنينا السعوديين المتواجدين في الخارج، فهؤلاء يتم حصرهم بالتنسيق مع وزارة الخارجية من خلال خطة تم إعدادها، وسنقوم بتسليم وزارة الخارجية استمارات التعداد لتقوم بتسليمها لسفارات المملكة، ونحن نقوم في بعض الدول التي يتواجد بها السعوديون بشكل كبير مثل الكويت، الإمارات، مصر، الأردن بإرسال مراقبين من المملكة لمقابلة المسؤولين في تلك السفارات وشرح طريقة العمل ومتابعة آلية العمل معهم أولاً بأول، في حين يتم بالطريقة نفسها عد المبتعثين والمبتعثات. مع العلم أن التنسيق جار مع الخارجية لتحديد أعداد الاستمارات التي سترسل إلى السفارات والقنصليات وممثليات المملكة في الخارج، بعد أن عقدت اجتماعات عدة بين إدارة شؤون التعداد ووزارة الخارجية للتنسيق بهذا الشأن. ركزتم في الاستمارة على جانب الخصوبة لدى الأسر، ما السبب في ذلك؟ - من ضمن أهداف التعداد إيجاد بيانات لاستخدامها للتقديرات المستقبلية والتي حددت بعشر سنوات مقبلة، وهذه تعتمد على معدلات الخصوبة مثل متوسط عدد المواليد، لذا استخدمنا كثيراً من المؤشرات من بينها معدلات الوفيات والخصوبة. ما أبرز الأسئلة الجديدة التي ستواجه الأسر السعودية خلال ليلة العد الفعلي؟ - هناك كثير من الأسئلة الجديدة التي تم وضعها في هذا التعداد، مثل عدد أفراد الأسرة التي تتعامل مع التقنيات المعلوماتية، وأضفنا أيضاً سؤالاً تفصيلياً عن الإعاقة، إضافة إلى عدد من الأسئلة الأخرى، مع العلم أن أسئلة الاستمارة تقارب 50 سؤالاً. هناك أحداث طرأت في المملكة خلال الفترة القريبة الماضية مثل أحداث القتال التي كانت في جازان، والكارثة التي حلت في جدة، هل ستؤثر في خطة التعداد؟ - لن تؤثر في عملية التعداد الجديدة، لأننا نتعامل مع المواقع التي يوجد بها سكان موظف التعداد، لذا الأماكن التي لا يوجد بها أحد فهي لا تهم، وإن شاء الله سنجد التعاون من جميع القطاعات بعد أن تم التنسيق معهم لتسهيل مهمة موظف التعداد لتأدية مهمته بالشكل المناسب. هل ستتم معالجة بيانات كل فرد أو أسرة على حدة؟ - لا بل ستتم المعالجة بشكل جماعي، ولا يمكن نشر بيانات أي فرد أو أسرة على حدة. وماذا عن التنسيق مع «التربية» بالنسبة إلى المعلمين؟ - التعاون كان مميزاً ونحن الآن بدأنا الاستعانة بالمعلمين في المراقبة والتفتيش، وجميع الأماكن التي تحتوي على تجمعات للنساء سيقوم بمهمة عدهن المعلمات.