تحمل مهنة الصحافة اليوم الكثير من الأخطار التي تكفي لإشباع رغبات أكثر الصحافيين حباً للمغامرة. في ما يأتي قائمة (غير شاملة) لبعض الأخطار التي قد تواجهك إن كنت صحافياً: * قد تُتهم ب«التجسس» والتخابر لمصلحة «دولة عدو» لم يتوقع مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضايان الذي عاد من الولاياتالمتحدة إلى بلد أبيه إيران، أن توجه اليه تهم ب«التجسس لمصلحة الولاياتالمتحدة»، «جمع معلومات سرية»، «التعاون مع حكومات معادية»، و«نشر دعاية ضد الجمهورية الإسلامية». وبهذه التهم اعتقلت إيران رضايان في تموز (يوليو) 2014، ولا يزال قابعاً في سجونها حتى كتابة هذه السطور. ولم يغير تصريح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بأنه «غير مرتاح» من اعتقال رضايان، وإعرابه عن أمله في أن يطلق سراحه بعد محاكمة شفافة، في موقف الحكومة الإيرانية التي حاكمت رضايان في جلسات مغلقة. ونددت الصحيفة الأميركية غير مرة بمحاكمة صحافيها ووصفتها بأنها «حدث هزلي». وحتى الآن لا يزال رضايان منتظراً الحكم في حقه. وبعد محاكمته، ستتم محاكمة زوجته يغانه صالحي ومصورة صحافية، كانتا أوقفتا حينما أوقف رضايان، قبل أن يفرج عنهما بكفالة بعد شهرين ونصف الشهر من توقيفهما. * قد تطلق عليك النار في وضح النهار قد تكون واقعة قتل صحافيين في فرجينيا الأميركية استثنائية، لأن القاتل أردى الصحافيين أثناء بثّ حيّ على التلفزيون، ولكن ما لا يُعدّ استثنائياً في هذه القضية هو وفاة الصحافي أثناء تأدية عمله. تقول منظمة «مراسلون بلا حدود» في تقرير حرية الصحافة حول العالم الذي تصدره سنوياً، إن 71 صحافياً لقوا حتفهم عام 2014، وإن سورية هي الدولة الأخطر بالنسبة إلى الصحافيين، إذ سجّل على أراضيها مقتل 15 صحافياً، تليها غزة في الأراضي الفلسطينية، ثم شرق أوكرانيا، والعراق وليبيا. والعام 2015 قُتل 40 صحافياً حتى الآن، وفي تقلّب غير متوقع، تصدّرت فرنسا قائمة الدول التي مات فيها صحافيون في 2015، في حين لم ترد في قائمة 2014. والرقم الكبير في فرنسا يعود إلى مقتل ثماني صحافيين في الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» في السابع من كانون الثاني (يناير) 2015. * قد تُخطف أو تعتقل في التقرير ذاته ل«مراسلون بلا حدود» والذي نقلته وكالة «رويترز»، تقول المنظمة إن عدد الصحافيين المخطوفين ارتفع 37 في المئة في العام 2014، ليصل إلى 119. واعتُقل في 2014، بحسب المنظمة، 128 صحافياً. وتصدّرت الصين قائمة الدول المعتقلة للصحافيين، وتبعتها إريتريا، ثم إيران ومصر وسورية تباعاً. * قد تتهم ب«نشر أخبار كاذبة» و«مساعدة جماعة إرهابية» حكمت محكمة جنايات القاهرة السبت 30 آب (أغسطس) الماضي على صحافيي قناة «الجزيرة» القطرية الثلاثة بيتر غريست (49 سنة) مع الكندي محمد فهمي (41 سنة) والمصري باهر محمد (31 سنة) بالسجن ثلاث سنوات لإدانتهم بنشر «أخبار كاذبة»، و«العمل من دون تصاريح»، و«مساعدة جماعة إرهابية»، في إشارة إلى «الإخوان المسلمين». وكانت دائرة أخرى في محكمة جنايات القاهرة حكمت على الصحافيين الثلاثة بالسجن سبع سنوات لكل منهم في حزيران (يونيو) العام 2014. وفي ذلك الحكم عوقب باهر محمد بالسجن ثلاث سنوات إضافية بتهمة «حيازة ذخيرة من دون ترخيص». وفي كانون الثاني (يناير) الماضي قبلت محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية في مصر، طعناً في الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة. * قد «تختفي» إلى أجل غير مسمى نشرت «نيويورك تايمز» تقريراً عن وضع الصحافة في المكسيك يؤكد أنه منذ سنة 2010، قُتل على الأقل 41 صحافياً في البلد اللاتيني، إما على يد «منظمات إجرامية» تسعى إلى تكميم الصحافيين وترهيبهم بالقتل، أو في بعض الأحيان الأخرى يقتل الصحافيون على يد «مسؤولين فاسدين لا يريدون أن تكشف جرائمهم». لكن اللافت هو أن الصحيفة توضح أن نحو 20 صحافياً «اختفوا» من دون أي معلومات في شأنهم. * قد تُلام على الفوضى في بورصة بلدك في الصين حيث سلطة القضاء ترزح تحت وطأة السلطة السياسة، اعترف صحافي اقتصادي عبر التلفزيون الرسمي، بتسببه في فوضى سوق المال التي مرت بها بكين أخيراً. وكان الصحافي وانغ شيالو نشر مقالاً في تموز (يوليو) الماضي، في المجلة المرموقة المختصة بالاقتصاد «كايجينغ»، قال فيه إن «اللجنة الصينية لضبط أسواق المال تدرس إمكان خروج الأموال العامة من السوق». ولأن سوق المال يعتمد على توقعات المستثمرين وتحليلاتهم، فسر احتمال سحب الأموال العامة من السوق على الأرجح لدى المستثمرين، بأنه نذير لمصاعب مالية مقبلة، أو لانخفاض ثقة الدولة في الاستثمارات، ما يؤدي إلى البيع الهستيري للأسهم الذي بدوره يصنع خسائر في سوق المال. ليس أكيداً ما إذا كان مقال وانغ السبب وراء خسائر بورصة الصين، لكنه قال في اعترافه المتلفز: «لم يكن يجدر بي نشر هذا المقال الذي كان له تأثير سلبي في السوق في وقت شديد الحساسية. إنني متأسف للغاية». وطالبت منظمة «مراسلون بلا حدود» بإطلاق سراح الصحافي فوراً ووصفت لوم الصحافي على انخفاض الاقتصاد بأنه «إنكار للواقع» و«أكثر من عبثي»، بحسب صحيفة «ذي غارديان». وأشارت الصحيفة إلى مذكرة تم تسريبها تحوي توجيهاً حكومياً إلى وسائل الإعلام في الصين، بعدم نشر تحليلات معمقة أو تطلعات لوجهة السوق، وعدم التضخيم من التعبير عن مشاعر الهلع أو الحزن.