بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها مباراة نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والأهلي أمس إلا أن المؤكد أن كلا الفريقين يستحقان أن يكونا أبطالاً... ولو كان بالإمكان قسمة الكأس مناصفة بينهما عطفاً على ما قدماه - الهلال من بدء الموسم والأهلي في هذه المسابقة - لقسمناه. الهلال بطل الدوري ووصيف بطل كأس الفيصل والنهائي الثالث على التوالي أي فريق الموسم بلا منازع... سطوع إلى درجة الإبهار توارى بسببها الكل وولوا الأدبار، وتركوه يلتهم كعكة الدوري قبل ختام الحفلة، ثم سلموا له الدفة مرة أخرى في كأس ولي العهد مرغمين فسار قدماً للنهائي الذي يحبه. وللأهلي عثرات في بدء الموسم، وتجلي وإبداع قبل ختامه وأجمل تهيئة لبقية الاستحقاقات كأس الملك ودوري أبطال آسيا. يحسب لإدارته سرعتها في إقالة عثرته وتغيير جلد الفريق بدءاً بالمدرب وانتهاء باللاعبين وتولي إدارة الكرة من قبل شاب انعكست روحه على الفريق الذي انطلق كالسهم صوب الذهب. الأهلي مؤهل ليكون بطلاً لأن حاجته للكأس أقوى ودافعه أكبر من الهلال يعزز لذلك ويدعمه طموح الذهب الغائب والرغبة في تحصين قلعة الكؤوس بكأس غال يبقيها قائمة منتصبة على رغم تقادم السنين وشباب الأهلي الذين قلبوا النتيجة أمام الشباب إن فعلوها فهم وحدهم مستقبله المشرق ومن سيعيد أمجاده. إن كان الهلال توج بالكأس فقد وصل للبطولة ال (50) وما زال فتياً لمجده بقية ولعنفوانه حضور وليس لأحد قدرة على مواجهته أو الوقوف في وجه سطوته لأنه صار والمنصات صنوان لا يفترقان... تغير المدربون أو اعتزل اللاعبون هو بالذهب مغرم ومفتون. وإن طار الأهلي بالكأس فذلك إنصاف لإدارته ولاعبيه الشباب وروحهم العالية الذين تعد مساهمتهم في تحقيقه أكبر دافع لهم لمواصلة الإبداع والسير في طريق النجومية. الكأس في حضرة القيادة لها طعم مختلف ورونق خاص لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم... فاز بها أو لم يفز. من فاز بها فليس أعظم قيمة وقدراً له من أن يتسلم الكأس من يد ولي العهد حفظه الله، وإن خسر فلن يكون وحده لان الكل سيواسيه ويشدّ من أزره فلا خاسر في يوم التتويج. الكأس للجميع طالما هي تحمل مسمى غال إن حققها «الزعيم» فلا جديد لأن البطولة بطولته والكأس كأسه الثالث توالياً... وإن اختارت ان تكون في القلعة فتلك قصة مجد قديم تجدد تحتاج فقط إلى راو حكيم يحكي كل التفاصيل عن جيل أهلاوي قادم لا يعرف المستحيل.