أكد مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أن جهود بلاده مبذولة لإعادة الأسيرين المتبقيين، وقال: «لن نرتاح بتاتاً إلا إذا عرفنا بالضبط موقع الأسيرين وحالهما وكيف نأتي بهما إلى وطنهما، وهذه أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز». وقال الأمير خالد بن سلطان عقب استقباله الأسيرين السعوديين وكيل رقيب أحمد العمري ووكيل رقيب خالد العودة في مطار القاعدة الجوية في الرياض مساء أمس: «نحمد الله على سلامة اثنين من الأسرى وصلا إلى بلادهما، وهما الآن سيخضعان إلى فحوصات طبية وسيجتمعان بأهاليهما غداً (اليوم)، وتبقّى اثنان من الأسرى لا نعلم عنهما شيئاً». وأضاف: «لن نتنازل عن معرفة أي شيء عن موقع أو حال الأسيرين السعوديين، مؤكداً أنه ليست هناك معلومات عنهما حالياً». وزاد: «اتحدث معكم بكل شفافية بأن المعلومات عن الأسيرين غير متوفرة». وعندما سئل عن الأسرى من المتمردين الحوثيين لدى القوات السعودية، قال الأمير خالد بن سلطان: «أنا لا أسميهم حوثيين وإنما متسللون، ويوجد لدينا 500 متسلل، تتعامل معهم وزارة الداخلية السعودية حسب الأنظمة والأعراف الدولية، وأتمنى بعد أن يحققوا كل شيء ويزول الألم أن يعودوا إلى بلادهم»، مشيراً إلى أن هناك مخططاً سياجياً حديدياً يقام على الحدود السعودية – اليمنية تعمل عليه وزارة الداخلية. وكشف انه «يجب أن يعرف الشعب السعودي أن فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كان له اهتمام كبير جداً بالأسرى السعوديين، وتم إعطاؤهم الأولوية ونحن جنينا النتيجة، وهذا شيء يشكر عليه، كما يشكر أيضاً الشعب اليمني الأصيل». وذكر الأمير خالد بن سلطان، أن القوات اليمنية بدأت بالتمركز على حدودها مع السعودية، وسيحتاج ذلك إلى وقت منهم، وهذه كبداية منهم الآن في السيطرة على الحدود، ليحل الأمن والاستقرار والسلام لكلتا الدولتين. وأكد الأمير خالد، أن هناك لجاناً يمنية تعمل على تواجد القوات اليمنية، ونحن نراقبها، مشيراً إلى أن الشرط الثالث الذي فرضته السعودية وهو عدم وجود أي متسلل أو قناصة داخل الأراضي السعودية تم تحقيقه منذ أسابيع. وأشار مساعد وزير الدفاع إلى أن القوات المسلحة متواجدة على الحدود لدعم السلام والأمن والاستقرار، مهنئاً الشعب السعودي والقوات المسلحة الباسلة التي عرفت كيف تتعامل مع الحدث، وكانت في حرب جبلية غير نظامية، وهي أول مرة نتعامل معها وتمت بكل جدية وهذه كانت بشهادات عالمية. إلى ذلك، بات من المقرر أن تنتشر وحدات الجيش اليمني على طول الحدود الشمالية مع المملكة العربية السعودية اعتبارا من غد السبت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين السلطات اليمنية والمتمردين «الحوثيين» في محافظة صعدة (شمال غرب البلاد)، في وقت أعلنت صنعاء أمس انها تسلمت أسيرين سعوديين من أصل أربعة أسرى لدى التمرد، في اطار المرحلة الثانية من الاتفاق، على ان يسلم الاسيران الباقيان في وقت لاحق. وقال مصدر في اللجنة الحكومية المكلفة تنفيذ اتفاق وقف النار ل «الحياة» انه من المقرر أن تبدأ قوات يمنية عملية انتشار واسعة على طول الحدود مع المملكة العربية السعودية اعتبارا من السبت، مشيراً إلى أن المرحلة التالية تتضمن الإفراج عن أسرى يمنيين وسعوديين لدى الحوثيين والإفراج عن معتقلين من الحوثيين في السجون الحكومية، بينما يتوقع أن تنتهي الفرق الهندسية من إزالة الألغام من معظم الطرقات والمناطق اليوم. وكانت الحكومة اليمنية اتخذت قرارا بوقف العمليات العسكرية بعدما اعلن المتمردون التزامهم الشروط التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا، غير أن مراقبين يبدون خشيتهم من ان يكون الامر مجرد هدنة، كما حصل منذ اندلعت الحرب في 2004 واستمرت بشكل متقطع حتى اليوم، خصوصاً وأن اللجان الميدانية تتهم «الحوثيين» بعدم التزام الجدول الزمني المحدد في الاتفاق، حيث كشفت وزارة الدفاع أمس عن عدد من الخروقات من جانب المتمردين مثل عدم تسليم الالغام التي يزيلونها الى الجيش وبقاء بعض المسلحين في المرتفعات المواجهة لمواقع القوات المسلحة، وتسلل عناصر مسلحة الى مدينة حرف سفيان تحت غطاء المشاركة في اللجان الميدانية. وقال مصدر في اللجنة الاشرافية في محور حرف سفيان ل «الحياة» ان «الحوثيين صاروا يتصرفون معنا كأنهم دولة ويتعاطون مع اللجنة من موقع القوي». خالد بن سلطان: توجيهات خادم الحرمين وولي العهد تقضي بالاهتمام المباشر والمستمر بالقوات المسلحة ورجالها