ودعت السفينة الشراعية «جوهرة مسقط» ميناء السلطان قابوس مبحرة إلى سنغافورة حيث تستقر هناك لتكون متحفاً يضم بقايا ما عُثر عليه في السفينة القديمة التي كانت من التصميم نفسه الذي بنيت عليه «جوهرة مسقط» حيث عثر ضمن بقايا السفينة الغارقة على 60 ألف قطعة من الخزف الصيني النادر، وسميت هذه المجموعة في ما بعد كنوز التانغ. وتشير دراسات تاريخية الى أن السفينة الغارقة تعود الى بحارة عرب كانوا ينقلون البضائع بين الصين وعمان في القرن السابع للميلاد وغرقت قبالة أندونيسيا، وتسعى «جوهرة مسقط» الى استعادة الطريق التجاري القديم بين شبه الجزيرة العربية والشرق الأقصى. ويشرف على المشروع العماني السنغافوري وزارة الخارجية في السلطنة. وأقيمت في ميناء السلطان قابوس حفلة لوداع السفينة التي بنيت في مسقط خلال سنة تقريباً، وانطلقت البالونات مع بدء رحلة السفينة إضافة إلى الفنون البحرية التقليدية التي صورت طريقة نقل البضائع إلى داخل السفينة حيث حمل البحّارة «الخيش» على وقع الطبول والمزامير. ويبلغ طول «جوهرة مسقط» نحو 18 متراً وربطت ألواحها المصنوعة من خشب الأفزيليا أفريكانا الذي جلب خصيصاً من غانا، إلى بعضها البعض بواسطة ألياف النارجيل من دون استخدام المسامير، ودهن الخشب بطبقة من دهن الماعز الممزوج بالجير. وتشير الكتابات التي وجدت على بعض القطع الخزفية الى أن عملية صنع الخزف ونقله تمت في فترة ما خلال القرن التاسع، وهذا ما يؤكده تاريخ الكربون الموجود على بعض القطع. وتوضح النقوش الإسلامية التي كتبت بالخط العربي قدم الصلات التجارية بين الصين والبلدان العربية، فيما تشير المصادر الصينية إلى وجود البحارة العمانيين في ميناء كانتون الصيني خلال القرن الثامن للميلاد، ومع منتصف القرن التاسع للميلاد أصبح الطريق البحري بين مسقط وموانئ الشرق الأقصى طريقاً تجارياً معروفاً. وستعتمد السفينة في رحلتها على الأشرعة وجهاز الكمال لتحديد المسار وهو عبارة عن قطعة خشبية صغيرة مربوطة إلى خيط معد بطريقة تتيح قياس خط العرض، إضافة إلى الاستعانة بالنجوم والشمس ومراقبة السماء ولون البحر والحياة البحرية والطيور واتجاه الريح، للتأكد من المسار.